تأبى النفوس الأبية الحرة حياة الكذب والزيف والبهتان ، ولا تقبل بالاستعباد ، لأنها خُلقت حرة أبية على الفطرة الربانية ، ولكن ما الذي يحدث لمن يقبل الزيف والكذب والبهتان ويصر عليه ؟ وماالذي يجري على أرض الواقع من أفعال لايقبلها العقل السليم ولا تتفق مع الفطرة الربانية؟ وهل الانتقاء للمفاهيم الفكرية المنحرفة وغرسها في عقول الشباب أمر مقبول لدى النفس السوية المؤمنة بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالقرآن دستوراً والكعبة قبلة ؟. هذه جملة من التساؤلات أرجو من أصحاب العقول المستنيرة التي مازالت على الفطرة الربانية أن يناقشوها بجدية ، وأن يبصروا جيل الأمة الذي تربى بعضه على الزيف والكذب والبهتان ويعيدوا الحرية لمن سلبت منهم حريتهم . بعد أن فشلت محاولة الانقلاب على الشرعية الدستورية وبعد أن استطاع الشعب أن يحرس إرادته الحرة المستمدة من ارادة الله سبحانه وتعالى ، وبعد أن اعتصم الشعب بحبل الخالق جل شأنه وبعد أن أثبتت الأغلبية الساحقة قدرتها على التمسك بالحق الدستوري ، وبعد أن شهد الله والعالم بالسلوك الحضاري والإنساني للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب اليمني ، وبعد أن تمكن العالم من المقارنة بين سلوك القلة التي تريد الانقلاب على الشرعية الدستورية وسلوك الشعب اليمني صاحب الحق في الحفاظ على الشرعية الدستورية ، وبعد أن رأى العالم الممارسات العدوانية والإجرامية من المنقلبين على الشرعية الدستورية ، ما الذي بقي بعد هذا كله ؟ إن المشهد السياسي اليوم يحتم على الكافة العودة إلى تربية الأجيال على القيم الحضارية والإنسانية التي جاء بها الإسلام الحنيف ، وينبغي غرس القيم الإنسانية والأخوية في نفوس النشء والتركيز على مبدأ الولاء الوطني ذلك المبدأ الذي لاينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها أو نوعها ، لأن الولاء الوطني يعني الولاء لله ثم للوطن والثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والوحدة وهو ينطلق من الإسلام عقيدة وشريعة . إن المشهد السياسي اليوم يقدم بياناً عملياً على سوء استغلال الشباب ويبين حجم المؤامرة التي تعرض لها جيل اليوم باسم الدين ويبين أن الأفكار المنحرفة دمار الشعوب والحضارات الإنسانية ، ولذلك ينبغي العودة إلى جوهر الإسلام من أجل الحفاظ على الفطرة الإنسانية بإذن الله .