على المجتمع المتحضر الملتزم بالقيم الإنسانية والمتحرر من أفكار الجهل والظلام والفوضى أن يكون عند مستوى المسئولية الإنسانية والحضارية، فلا يقبل تغرير عناصر الفوضى والتخريب والتدمير، ولا يقبل بالهمجية والعدوانية، ولا يراهن من أجل تخريب الشعوب وتدميرها من قبل عناصر القتل والتشريد والعنصرية، وأن يقف مع إرادة الشعوب الحرة الراغبة في الحرية وامتلاك سلطتها صاحبة المصلحة الحقيقية في الحفاظ على شرعيتها الدستورية ومؤسساتها الدستورية. إن اليمن يعيش اليوم أزمة سياسية افتعلتها أحزاب اللقاء المشترك، التي فشلت في الانتخابات المحلية والنيابية والرئاسية، ولم تستطع مخاطبة الناخبين وتجاوزت إرادتهم وأرادت فرض إرادتها الخاصة على السواد الأعظم من الشعب بالقوة وبالحديد والنار وبالإرهاب وبالقتل والتنكيل والتخريب والتدمير. وقد كشفت وسائل الإعلام حجم الكذب والزيف الذي ارتكبته الأحزاب الفاشلة من أجل الانقلاب على الشرعية الدستورية ومصادرة حق الشعب في امتلاك السلطة وسلب حريته التي استعادها في 26سبتمبر و14 أكتوبر عامي 62و1963م. إن على العالم الحر المتحضر أن يدرك بأن اليمن ليست كبقية الدول في المنطقة العربية التي اجتاحتها حمى التخريب والتدمير؛ لأن اليمن بلد الديمقراطية والتعددية السياسية والانتخابات التنافسية التي أشرف عليها العالم وشهد بنزاهتها وقوة التنافس فيها. ولذلك ينبغي احترام التعددية الحزبية وخيار الانتخابات الديمقراطية، ولا يجوز الانقلاب على الديمقراطية؛ لأن الشعب قد قبلها ولم يعد يقبل بالانقلابات الدموية، ولن يحكم إلا من يصل للسلطة عبر صناديق الاقتراع؛ لأن زمن الشلليات والتسلط قد ولى بإذن الله.