يكفي أذية لخلق الله فقد لمسنا الوجع والألم لدى الناس كافة من جور الأزمة السياسية المفتعلة التي أتت على الأخضر واليابس، ولم يكن لها مبرر على الإطلاق، لأن الديمقراطية والتعددية السياسية والانتخابات المباشرة متاحة، ولم يكن في البلاد ما يدعو إلى التدمير والتخريب والفوضى سوى فشل بعض القوى السياسية في القدرة على مخاطبة الجماهير وكسب ودها لتحصل على ثقتها في الانتخابات الرئاسية والمحلية والنيابية ونتيجة لذلك الفشل الذريع لجأت تلك القوى إلى استخدام القوة من أجل الوصول إلى السلطة وارغام الشعب على القبول بها، ثم فشلت في ارغام الشعب على القبول بها عبر وسائل التدمير وازداد رفض الشعب لتلك القوى ومحاولاتها الانقلاب على الشرعية الدستورية، وازداد الشعب تمسكاً بشرعيته الدستورية وتحمل إجرام وإرهاب قوى الظلام. إننا على يقين بأن الشعب الذي تحرر من رق العبودية والاذلال في 26 سبتمبر و14 اكتوبر 1962- 1963م لايمكن ان يقبل بمن يريد اذلاله وسلب حريته واغتصاب ارادته على الإطلاق ، وقد جرب الانقلابيون كل الوسائل في سبيل اغتصاب إرادة الشعب وكان رد الشعب المزيد من التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحفاظ على شرعيته الدستورية. نقول: يكفي أذية لخلق الله وندعو إلى العودة إلى جادة الصواب والإقبال على الحوار وليدرك الجميع بأن الوصول إلى السلطة لا يمكن ان يتم إلا عبر الانتخاب الحر المباشر الذي يمكّن الشعب من حق الاختيار وأنه لا سبيل للإرهاب والجبروت على الإطلاق لأن الشعب بات على قدر عالٍ من المسئولية وسيحافظ على تجربته الديمقراطية والتعددية السياسية لأنه مالك السلطة ومصدرها، فدعوا الناس يصومون الشهر الكريم واقنعوا ان الحوار هو الطريق الآمن من أجل التداول السلمي للسلطة بإذن الله