لم نر هوساً وجنوناً باتجاه الوصول إلى السلطة مثل ما يحدث اليوم في المشهد السياسي لدى بعض القوى السياسية التي فشلت في الممارسة الديمقراطية السلمية التي تحقق التداول السلمي للسلطة، فبعد ان اثبتت أحزاب اللقاء المشترك فشلها في التعامل مع الديمقراطية سلكت سلوكاً انقلابياً فوضوياً تخريبياً في سبيل الوصول إلى السلطة، واستخدمت في هذا السلوك الانقلابي كل الوسائل غير المشروعة ولم يعد لدى قيادات تلك الأحزاب ما يمكن ان يكون محرماً مادام سيوصلها إلى السلطة، فالغاية تبرر الوسيلة، فالدين والقيم الإنسانية والدستور والقانون والأعراف والمُثل جميعها لم يعد لها مكان في فكر الساعين إلى السلطة، بل ان الخراب والدمار إذا كان يؤدي للوصول إلى السلطة فإنهم ماضون في فعله، وقد استخدموا كل الوسائل الشيطانية من تحالف مع قوى العدوان والاستعانة بالشيطان في سبيل تدمير البلاد والعباد من أجل الوصول إلى السلطة. إن جنون الوصول إلى السلطة بات مرضاً مستعصياً، كما أن رغبة الانتقام من الشعب باتت واضحة لا يجهلها إلا مكابر ومخادع ويميل إلى الشر ويساند العدوان والتدمير ولذلك لم يعد هناك من شك في ان الشعب بات محل انتقام من تلك القوى الحزبية بسبب حجب الشعب عنها الثقة، ولذلك فإنهم يريدون ان يحكموا الشعب عبر الطرق غير المشروعة من أجل ممارسة رغبة الانتقام وتصفية الحسابات الشيطانية وهذا لا يحتاج إلى دليل، فالتصريحات العدوانية والتهديد والوعيد في هذا الاتجاه أكثر وضوحاً وقد فهم الشعب كل ذلك الإرهاب. إن على الشعب ان يكون أكثر تماسكاً أمام هذا الهوس وان يفوّت الفرصة على الحاقدين والمخادعين. على العقلاء في اللقاء المشترك ان يظهروا من أجل كف الأذى عن الشعب، وان يكونوا أكثر عقلانية وإنصافاً ، ولا يمكن ان تبنى جسور الثقة مع الشعب من خلال التدمير والقتل والتشريد واقلاق الآمنين والدفع بالشباب الابرياء من أجل التسلق على اكتافهم بالانقلاب على الشرعية الدستورية وينبغي العودة إلى جادة الصواب والدخول المباشر في الحوار من أجل الوصول إلى كلمة سواء تحقق الرضا والقبول بإذن الله.