طغى التفكير الجاهلي على عناصر بعض القوى السياسية ودفع البعض منها إلى استخدام كل الوسائل الشيطانية في سبيل إحداث الخراب والدمار, ومن ذلك الانتشار في أوساط المناطق التي انتشرت فيها الثارات الجاهلية واستخدموا الثارات كواحدة من وسائلهم الشيطانية للفساد في الأرض والقضاء على كل خير وتدمير كل إنجاز, وحرمان الناس من الراحة والأمان والاطمئنان, كل ذلك في سبيل الوصول إلى السلطة بهذه الطرق العدوانية. ويظن البعض الذين أصيبوا بجنون العظمة الشيطانية أن هذه الوسائل يمكن أن تحقق أهدافهم في الوصول إلى السلطة, ولم يدركوا بأن الشعب قد امتلك قدراً كبيراً من الوعي المعرفي, واستطاع أن يدرك من يقف خلف هذه الفتن المظلمة, وأنه لايمكن أن يقبل إلا بمن يحقق الأمن والاستقرار ويصون المكتسبات والمنجزات التي تحققت في ظل الجمهورية والوحدة. هكذا تحلم عناصر التخريب والتدمير في الوصول إلى السلطة عبر هذه الوسائل التدميرية والتخريبية ولم تدرك بأن الشعب أكثر إدراكاً لمخاطر هذا الاتجاه العدواني, وأنه لن يقبل إلا بمن يحترم الإرادة الكلية للشعب ويؤمن بالوسائل المشروعة للوصول إلى السلطة, ولم تدرك تلك القوى الخارجة على الدستور والقانون, والتي لم تعد تلتزم بجوهر الدين, بأن الشعب لن يسكت عن هذه الأفعال وأن العدالة لابد أن تطال كل من يعرض الوطن وأمنه واستقراره للخطر أو يدعو للفتنة والاحتراب والفساد في الأرض. إن حالة الشعور بجنون العظمة قد بانت وبوضوح في بعض عناصر تكتل المشترك, ولم يعد ذلك البعض يفرق بين الحق والباطل مطلقاً, قاصداً متعمداً, وبات همه إثارة الفتن وإشعال الحرائق واستخدام كل الوسائل الجاهلية لإثارة النعرات والثارات, لأن همه الواحد هو إيصال البلاد إلى أعلى درجات الفوضى وإيصالها إلى حالة الانهيار الكامل حسب تفكيرهم المظلم ومخططهم العدواني الذي يسعى للقضاء على كل شيء في البلاد, وإغراقها بأمواج الفتن المتلاطمة, ظناً منهم أن ذلك هو الطريق الوحيد الذي يوصلهم إلى السلطة, ولذلك فإن على العقلاء والحكماء عدم السكوت على هذا التيار الذي لايلتزم بدين ولادستور ولاقانون ولاأعراف أو تقاليد أو قيم وآداب إنسانية, وأن يشكل الجميع اصطفافاً وطنياً لمواجهة هذا الطوفان حمايةً للدين والوطن بإذن الله.