لقد حذرنا مراراً وتكراراً من الانجرار خلف التقليد والمحاكاة للغير، وحذرنا من المنظمات المشبوهة التي اتخذت من قضايا إنسانية ستاراً لاصطياد الشباب وسلب حريتهم ونهب عقولهم واستعبادهم، لكي يتحولوا إلى أدوات تنفذ مشاريع التخريب والتدمير للشعوب العربية، وحذرنا من مشروع الفوضى العارمة التي روجت له الصهيونية العالمية الذي استهدف الوطن العربي بدرجة أساسية والإسلام بشكل عام، وقلنا أن هذا المشروع الصهيوني سيخلف الدمار والخراب على الوطن العربي، لأن هدفه الأساسي أن يخرب العرب بيوتهم بأيديهم. نعم لقد شهد العالم الذي خسرته تونس ومصر وليبيا وسوريا وبلادنا اليمن جراء التآمر على أمن واستقرار ووحدة هذه الدول حتى الآن، وقد بلغت الخسائر المادية بالمليارات من الدولارات ناهيك عن الخسائر البشرية والحالة النفسية التي الحقت بالشعب جراء القلق والخوف والرعب والإجرام والإرهاب الذي مُورس في سبيل تنفيذ مشروع الفوضى العارمة الذي لم يجن منه الوطن العربي غير الدمار للاقتصاد القومي وتعطيل الحياة والانهيار الأخلاقي الذي خلفه دعاة الفتن والفوضى. إن استهداف أمن وسلامة الشعوب العربية فكرة شيطانية خطط لها الصهيانة ومولتها القوى الظلامية ونفذتها أيادٍ عربية التقت غاياتها مع رغبة القوى الاستعمارية التي درست نفسيات الأدوات المستخدمة في تنفيذ هذا المشروع العدواني فوجدت عناصر تعيش في أحلام الماضي وتحاول العودة إليه بأية وسيلة وأي ثمن وأخرى لديها جنون العظمة والطموح غير المشروع وثالثة لها جذور الولاء القديم للقوى الاستعمارية فجمعت هذا الخليط الحاقد والكاره وزينة له سوء الأفعال واستقطبت شباباً تربوا في كنف الوحدة ولم يذوقوا عذابات الماضي وزينت لهم التغيير ودفعتهم إلى التخريب والتدمير وجعلتهم أداة من أدوات التدمير لاقتصاديات البلدان العربية دون أن يدركوا بأنهم يخدمون المشروع الصهيوني. إننا رغم كل ما حدث مازلنا نكرر التحذير وندعو الشباب ليتعرفوا على سوء الأفعال التي قام بها البعض ليدرك الجميع بأن العواقب وخيمة وأن المستفيد الوحيد هو العدو الصهيوني وأن الخاسر الأكبر هو الشعوب العربية، ولذلك على الشباب الذين مازالوا يعيشون أحلام المجهول أن يتحرروا من هذا الوهم وأن يستعيدوا حريتهم وإرادتهم ليعلن الجميع رفضهم المطلق لأية مشاريع تهدف إلى تمزيق الوحدة الوطنية وتدمير الاقتصاد الوطني وأن يلتف الجميع حول الشرعية الدستورية من أجل البناء.