لم يدرك الشارع العربي خطورة ما يُحاك ضده اليوم من مؤامرة أمريكية صهيونية، وبات البعض يتغنّى بالثورة ضد شعبه ومقدّراته، وأخذت الناس الغفلة, وأصيب البعض بالذهول، وتوقف البعض عن التفكير، وصدّق البعض الشعارات المرفوعة مثل “الحرية والإنسانية والديمقراطية وإسقاط النظام ورحيل الحكام”. ولم يدرس المدفوعون إلى الشارع العواقب والآثار على الوطن العربي بأكمله، بل إن البعض رأى في تأجيج الفضائيات رغبته وبغيته لتحقيق الشهرة, ولم يدرك أن هذه الفضائيات باتت أدوات شيطانية تخدم مخطط التدمير الشامل للوطن العربي وكل مقوماته وبأيدي أبنائه، ولم يدرك الشارع العربي أنه يدمر نفسه بنفسه!!. إن الشارع الذي سيطر عليه الحاقدون على الوطن العربي والراغبون في الانتقام, وهم الذين فقدوا مصالحهم، الذين يسيّرون من الخارج “بالريمونت كنترول” قد طغى على العقل والحكمة، وبات يخدم العدو دون أن يدرك أنه يفعل ذلك، فتعالوا نفكر في القضية الفلسطينية, قضية العرب الأولى سنجد أن العدو خطط أولاً لتشكيك الفلسطينيين ببعضهم والتفريق بينهم, وكانت وسائل الإعلام “الفضائيات” الأداة الأكثر فتكاً في الجسد الفلسطيني، ثم تحولت تلك الفضائيات وبتوجيه صهيوني استعماري مستخدمة بعض الحاقدين والمأجورين، والنتيجة تكبيد الوطن العربي مليارات من الخسائر وتمرير قرارات ضد الفلسطينيين في غياب الشارع العربي. ولعل القرار العربي الذي كان يطالب بوقف الاستيطان والذي استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض«الفيتو» مرّر دون أن يشهد العالم ردة الفعل العربية، وقد سكتت تلك الفضائيات المثيرة للفتنة عن هذا القرار ولم تعره اهتماماً, وزادت من الإثارة ودخلت إلى الحارات والأزقة تصوّر كل صغيرة وكبيرة بما فيها الخلافات الشخصية والنزاعات الجنائية على أنها مطالبة بإسقاط الأنظمة العربية. إن ما يحدث اليوم عبر الفضائيات الإعلامية هو تنفيذ عملي للمشروع الاستعماري الجديد الذي سيتنفذ بأيادٍ عربية عميلة رهنت نفسها للعدو، وقبلت استبدال الأمن والاستقرار بالفوضى، والسيادة بالذل والمهانة، فالحذر كل الحذر من الانجرار خلف العمالات، والعمل بالجد والمثابرة للحفاظ على الوحدة والأمن والاستقرار بإذن الله.