كل ما يجري في الوطن العربي من استهداف للأقطار العربية القوية المقاومة، الرافضة للاغتصاب الصهيوني لفلسطين، والمقاومة لأي مشروع أمريكي صهيوني في المنطقة.. لا يريدون قطراً عربياً يهدد العصابات الصهيونية في فلسطين، ولا يريدون أي نظام عربي يتمسك بسيادته على أرضه، وثرواته واستقلاله.. إن الحرب التي تستهدف الوطن العربي إنما تسعى إلى ضرب وإسقاط الأنظمة العربية القوية، وغير الموالية للغرب الأوروبي الأمريكي الصهيوني، والمقاومة لمشاريع صهينة وأمركة المنطقة العربية.. إنها أجندة ليست مفاجئة، ولا جديدة، بل هي أجندة استعمارية إمبريالية صهيونية لاستعادة الهيمنة والسيطرة والأمركة والصهينة للمنطقة العربية.. والأجندة هذه لا تعود إلى بداية “الربيع العربي” بل تعود إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، ونشوء منظمة التجارة الدولية ، ثم تطورت إلى ما يسمى ب «العولمة» أي التحرير الاقتصادي والتجاري للعالم، ومن يرفض ويعارض ذلك «إرهابي، ويؤوي الإرهاب، ويستضيف معسكرات لتدريب الإرهابيين» أو أنه يمتلك أسلحة، نووية، وأسلحة دمار شامل، ويجب ضربه وقصفه حتى يسوى بالأرض.. هذه السياسة الأطلسية، الصهيونية، ومن يتحالف معها من الحكام المسلمين هي سبب ما يجري في الوطن العربي من خراب عربي.. رغم إيماننا بأن هناك حكاماً عرباً كان يجب أن يسقطوا.. لكن ليس ليكون الوضع العربي في الحال الذي هو عليه. كدولة عربية قوية مقاومة “العراق” استهدف لمرتين بحرب أطلسية.. وإذا كنا نبرر الحرب ضده بسبب غزوه للكويت.. لكن الحرب الثانية كانت حرباً عدوانية أطلسية دون أي مسوغ قانوني، حيث رفض مجلس الأمن إصدار قرار لشن حرب على العراق لبطلان دعوى أمريكا وبريطانيا، وثبوت كذب دعاويهما في مجلس الأمن بوجود أسلحة دمار شامل، وقد أكدت ذلك اللجنة الدولية للتفتيش، وجاء في تقريرها بخلو العراق من أي أسلحة دمار.. فطنشت دول حلف الأطلسي وقامت بعدوانها، واحتلال العراق بهدف تدميره، وتدمير جيشه وتركه للفوضى التي هو عليها اليوم.. وكان العدوان على العراق بداية للربيع والديمقراطية والحرية الغربية للوطن العربي، وقبله دمرت الدولة في الصومال، وكذا دعم حركات التمرد في السودان حتى فصل جنوبه عن شماله، وكان بعد ذلك الربيع التونسي، والمصري، والليبي، واليمني.. أما ربيع لبنان فقد بدأ مبكراً، وكذا في فلسطين، وما زال الربيع ينهش في أجسامهم، حتى أتى الدور على سورية لتشن عليها حرب أطلسية صهيونية، عربية، وتركية لإسقاط النظام، وتدمير الدولة، والجيش، ووحدة الشعب.. ليصبح وضعها كالعراق.. فتطمئن الإدارة الأمريكية وحلفاؤها من الغربيين، والصهاينة، والعرب والمسلمين على أمن العصابات الصهيونية وعلى بسط الأمريكان والغربيين أيدهم على المنطقة. لكن المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي قد أصيب بالعوق في سورية، بفعل صمود سورية، وتماسكها شعباً، وجيشاً وأمناً ويتوقع أن المشروع الإمبريالي الصهيوني سيسقط في سورية، وينتهي ويدفن حسب خبراء سياسيين دوليين.. إن شاء الله. رابط المقال على الفيس بوك