النظام العربي الذي كانت تمثله الجامعة العربية .. كان نظاماً ضعيفاً منذ نشأته،ضعيفاً في بنائه، وصياغته .. وخاصة ميثاقه الذي اعتبر قرارات الجامعة العربية ليست ملزمة للأقطار العضوة، ولذا لم تنفذ أي قرارات،ولا أي اتفاقيات ولا أي معاهدات عربية .. ويكفي مثلاً على ذلك “السوق العربية المشتركة” وكذا “الدفاع العربي المشترك”وغير ذلك من الاتفاقيات والمعاهدات الاقتصادية،والاجتماعية،والسياسية،والتربوية،والاقتصادية .. أي من هذه لم تنفذ .. لأن أعضاء النظام العربي لم يكونوا على قلب رجل واحد،فتراهم مجتمعين لكن قلوبهم شتى.. بل كان نظاماً مخترقاً من القوى العالمية المعادية من خلال بعض الأعضاء الذين لعبوا دوراً كبيراً جداً في إفشال هذا النظام إلى حد وصل معه الاختراق إلى تحويل هذا النظام ضد نفسه كماهو عليه الحال اليوم حيث صار من خلال بعض الأعضاء يستخدم لضرب وتدمير الأنظمة القطرية الأخرى ولحساب القوى الرأسمالية الاستعمارية الإمبريالية الصهيونية. إن النظام العربي الذي كان فاشلاً منذ إنشائه.. أيضاً تم تدميره بالتدريج إلى أن أصبح أداة بيد الإمبريالية الصهيونية لتدمير الأنظمة العربية القطرية التي تقف عائقاً أمام تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني،وهو ما تعاني منه اليوم العديد من الأقطار العربية كما حصل في العراق حيث دمرت الدولة بواسطة الغزو الأطلسي والسودان فصل جنوبه،والغرب بيد عصابات التمرد،والصومال بدون دولة تبسط سيطرتها على البلاد،وبمساعدة الآلية القديمة للنظام العربي شن الأطلسي عدوانه على ليبيا ودمر الدولة،لتتقاسم ليبيا العديد من الجماعات المسلحة،ومازال السعي لتدمير الدولة اللبنانية، والدولة السورية على قدم وساق دون كلل أو ملل أو يأس من المقاومة القوية للدولتين للمشروع الإمبريالي الصهيوني. ومايجري في مصر واليمن والأردن والبحرين وباقي الوطن العربي هو من ضمن المشروع الإمبريالي الغربي الصهيوني لتمزيق الأقطار العربية بعد تدمير أنظمتها، وإعادة تشكيلها على أساس مذهبي وطائفي،وقبلي وعشائري، أي إلى دويلات كانتونية تحت الهيمنة والسيطرة للإمبريالية الغربية والصهيونية.. وما الثورات الخالية من أي منهج ولا نظرية سوى “الفوضى الخلاقة لإحداث الفتن والحروب الأهلية وتدمير العرب والمسلمين لبلدانهم.