مايُحضّر، ويُعد، ويُجهز لإجراء الاستفتاء في جنوب السودان حول الانفصال، أو البقاء ضمن الدولة السودانية ليس موضوع حقوق إنسان، ولا حق تقرير مصير.. ولا أي شيء أو قضية من قضايا العدالة والحريات.. لكنها مؤامرة خبيثة جداً من صناعة وإنتاج النظام الإمبريالي الصهيوني العالمي.. الذي تديره، وتنفذه من خلال قوى محلية رأس الأفعى الرأسمالية الاستعمارية الصهيونية لإيجاد نظام في جنوب السودان يتبعها، ويوجد لها موطئ قدم في هذا الموقع الاستراتيجي يمكنها من التخابر والتآمر والدس والعدوان على أي بلد عربي في الجزيرة، وبلاد الشام والرافدين، وفي شمال أفريقيا، وكذا على أي بلد أفريقي في غرب وشرق ووسط وجنوب أفريقيا.. سعياً لإسقاط النظام العربي، والنظام الأفريقي. صحيح أن الظاهر هو الخطر على السودان، وموارده وثرواته ونظامه.. لكن الأصح هو استهداف النظام العربي، والنظام الأفريقي حيث يمثل جنوب السودان موقعاً استراتيجياً ممتازاً لتمكين الامبريالية العالمية والصهيونية من تنفيذ استراتيجيتهم الاستعمارية وتنفيذ خطتهم الإخضاعية للوطن العربي، وللبلدان الأفريقية، وإيقاعها صاغرة تحت الهيمنة والسيطرة الامبريالية الصهيونية، والتوسع في ذلك للوصول إلى إخضاع المحيط الإسلامي أيضاً.. هذه المساعي الامبريالية الصهيونية لن تستثني أي قطر عربي أو بلد أفريقي مهما كانت علاقته حسنة وتحالفية مع الغرب الامبريالي، ومهما كان معتدلاً. لذا فعلى العرب ان يستيقظوا ويلتحموا مع بعض، ويلموا جميع النظم العربية حولهم، وعبر الجامعة العربية، ومنظمة الاتحاد الأفريقي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي للوقوف، وبحزم وحسم وقوة ووفق سياسة نظرية وعملية لإسقاط المشروع الامبريالي الصهيوني في جنوب السودان، والحفاظ على وحدة السودان.. فالخطر في حالة نجاح هذا المشروع لن ينحصر خطره على استقلال وسيادة وأمن واستقرار السودان وبقاء نظامه.. لكنه خطر سيداهم النظام العربي والأفريقي والإسلامي لإسقاطهم والسيطرة الامبريالية الصهيونية على العرب والأفارقة والمسلمين. إن الوقت لم يعد فيه متسع والتحرك العربي الأفريقي الإسلامي يجب أن يسابق الزمن ليسقط المشروع الإمبريالي الصهيوني قبل أن يسقطهم.