جمهورية السودان الشقيقة تتعرض لمؤامرة دولية.. تنفّذها عناصر وقوى محلية.. وتقف أمام هذه المؤامرة لوحدها، دون أي دعم أو مساندة، أو مناصرة عربية.. رغم أن ما تتعرض له السودان لن يقف عند حدود السودان.. بل سيتجاوز السودان إلى الأقطار العربية المجاورة سواء في الجزء الأفريقي أو الجزء الآسيوي.. ومع ذلك النظام العربي في هذه الأقطار يدس رأسه في الرمال، وكأنه لا يرى ولا يسمع، ولا يقرأ المخاطر التي سوف تداهمه من السودان لو تحققت المؤامرة الاستعمارية في دارفور، وجنوب السودان. إن الصراع في السودان ليس بين سودانيي الجنوب، وحكومة السودان.. بل بين النظام العربي في السودان، وبين قوى دولية طامعة تمارس الضغط والإرهاب والإضعاف للنظام السوداني حتى أخضعته للقبول بإجراء استفتاء لتحديد البقاء ضمن السودان، أو الانفصال وإعلان دولة جديدة في الجنوب تدين بالولاء والتبعية للنظام الشيطاني الجديد الذي يطمع في نفط الجنوب، وفي بناء قاعدة استخبارية له للتجسس على البلدان الأفريقية، ناهيك عن القيام بتحريض دول منابع النيل لاحتجاز مياه النيل وفرض الموت على السودان، ومصر وإسقاط أنظمتها، وإحلال أنظمة جديدة ضعيفة تابعة وخاضعة لأطماع الشيطان العالمي الكبير. إن قيام دولة جنوبية تخضع للنظام الصهيوني في العالمي الجديد، ومثل هذا التواجد لن يهدد بلدان المنطقة الأفريقية ومصر والسودان بل سيهدد القرن الأفريقي والجزيرة العربية ويجعلها تحت هيمنة الاستخبارات الاستعمارية الصهيونية، وفي مدى يدها لإنفاذ المؤامرات والدسائس ضد العرب والأفارقة بهدف تحريك ودعم ومساعدة التمردات والحركات الانفصالية العميلة ضد الأنظمة العربية والأفريقية الوطنية.. ولن يسلم أي نظام عربي وأفريقي من ذلك مهما كان تحالفه مع الطغيان الصهيوني الجديد. الأخطاء التي تتعرض لها السدوان أخطاء استطالت العرب والأفارقة ووحدتهم واستقرارهم وأمنهم وحريتهم واستقلالهم وسيادتهم وهو ما يدعو النظام العربي والنظام الأفريقي إلى تحرك صادق ومخلص وعملي والوقوف إلى جانب السودان والحفاظ على وحدته وسلامته وبما يضمن له بسط نفوذه على جميع أراضيه وعلى نظامه الوطني كون ذلك حماية وتحصيناً للنظامين العربي والأفريقي.