نهاية الانقلاب الحوثي تقترب.. حدثان مفصليان من مارب وعدن وترتيبات حاسمة لقلب الطاولة على المليشيات    الأحزاب والمكونات السياسية بتعز تطالب بتسريع عملية التحرير واستعادة مؤسسات الدولة    لحظة إصابة سفينة "سيكلاديز" اليونانية في البحر الأحمر بطائرة مسيرة حوثية (فيديو)    شركة شحن حاويات تتحدى الحوثيين: توقع انتهاء أزمة البحر الأحمر رغم هجماتهم"    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    يوم تاريخي.. مصور يمني يفوز بالمركز الأول عالميا بجوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في برشلونة (شاهد اللقطة)    تشافي لا يريد جواو فيليكس    مركز الملك سلمان يمكن اقتصاديا 50 أسرة نازحة فقدت معيلها في الجوف    تفجير ات في مأرب لا تقتل ولا تجرح كما يحصل في الجنوب العربي يوميا    للزنداني 8 أبناء لم يستشهد أو يجرح أحد منهم في جبهات الجهاد التي أشعلها    عودة الكهرباء تدريجياً إلى مارب عقب ساعات من التوقف بسبب عمل تخريبي    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    هجوم جديد على سفينة قبالة جزيرة سقطرى اليمنية بالمحيط الهندي    رئيس جامعة إب يطالب الأكاديميين الدفع بأبنائهم إلى دورات طائفية ويهدد الرافضين    نابولي يصدّ محاولات برشلونة لضم كفاراتسخيليا    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    عقب العثور على الجثة .. شرطة حضرموت تكشف تفاصيل جريمة قتل بشعة بعد ضبط متهمين جدد .. وتحدد هوية الضحية (الاسم)    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    اتحاد كرة القدم يعلن عن إقامة معسكر داخلي للمنتخب الأول في سيئون    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياسيون وأكاديميون عرب يؤكدون ل"الشموع" مخاوفهم من حرب مدمرة بالسودان تصيب شظاياها دول المنطقة ونجاح مشروع التفتيت الصهيوأميركي
وسط جدل الاستفتاء ورفع وتيرة دعم الجبهة الشعبية لمسلحي دارفور وجوبا وكردفان

· د. عادل المعاودة: يراد للأمة العربية ان لا تكون فيها مكامن قوى وفي السودان خيرات كثيرة يريدون أن يشغلوه بنفسه وإذا بقيت مصر متفرجة فالخنجر الذي سيطعن السودان سينفذ إلى قلب مصر
· د. حسن مكي: الانفصال سيولد مأزوماً وهو مخطط دولي وليس بيد الجنوبيين وما يجري في السودان هو موجه لمصر ومياه النيل وجنوب مصر هو المستهدف أصلاً
· د.محمود معروف: الاستفتاء خطأ ولا يمكن ان نلقي مصير شعب كامل رهن جزء منه والموقف يسير نحو الانفجار بالسودان كما يهدف إلى خنق مصر بواسطة مياه النيل
· نحن قادمون على حرب حقيقية بالسودان وفي المنطقة وعلى زعزعة النظام العربي ومحاولة تفتيت كل قطر وفرض الإرادة الاسرائيلية والأميركية
· د. محمد مسعود الشابي: السودان مضغوط عليه إلى درجة انه لا يستطيع إلا ان يمشي فيما هو ماشٍ فيه لأن أميركا واسرائيل هدفها واضح ومصر تخلت عن دورها
· د. هاني السباعي: دولة في جنوب السودان ستكون قنبلة تنفجر ويحترق من شظاياها وشبه الجزيرة العربية وستكون وكراً عالمياً لتدمير الإسلام وحصاره
· سيتم دعم دولة في جنوب السودان من كل كنائس العالم وستحرض أقباط مصر على الانفصال بجنوب مصر والحبل على الجرار واشرف لحكومة الخرطوم ان تحارب وتحافظ على الوحدة
· حسن الترابي حرض الفرنسيين على قضية دارفور وكان يريد ان يمثل دور الخميني في السودان وأي دولة بالجنوب مع أثيوبيا ستقطع روافد النيل ويحل الجفاف بمصر والسودان

· أ.اقبال مراد دوغان: ما يجري في السودان هو ضمن سلسلة من مشروع التفتيت والسودان هي المزرعة التي كان لازم تطعم الأمة العربية لو كانت هناك سوق مشتركة
· د. محمد عثمان إدريس: السودان بالاتجاه المعاكس لحركة التاريخ التي تنحو فيه البلدان المتقدمة نحو التوحد بينما نشاهد انكفاء الانفصال والتفتيت والتشرذم
· الحركة الشعبية تستضيف قادة الحركات المسلحة في جوبا لاستخدامها في صراعها المقبل مع الشمال
· السفير عثمان السيد: إن حدوث اضطراب في السودان سوف يؤدي إلى تفجير المنطقة برمتها ويشكل فشلاً ذريعاً للاتحاد الأفريقي

مع اقتراب موعد الاستفتاء على ما يسمى بتقرير المصير وانفصال جنوب السودان وفقاً لاتفاق نيفاشا 2005م تتزايد المخاوف من اندلاع حرب مدمرة في السودان في حال عدم اجراء الاستفتاء بشفافية وحدوث تزوير لصالح الانفصال، كما تتزايد المخاوف من أن أي حرب في السودان قد تمتد شررتها لتكوي نيرانها دول المنطقة التي لا يستبعد العديد من المراقبين انفجار المنطقة برمتها كما ستكون حرب مياه وخنق شمال السودان ومصر بمياه النيل ليكون الجفاف هو المحصلة النهائية لحرب المياه في مصر وشمال السودان.
"الشموع" في هذا الملف تطرح آراء العديد من السياسيين والأكاديميين العرب في قراءة موضوعية للمشهد السياسي السوداني وتداعيات الانفصال المحتملة في مطلع العام القادم...
هكذا يراد للأمة العربية
في البداية قال الدكتور عادل المعاودة – رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البحريني: ما يجري في السودان أمر دُبر بليل وليس أمراً جديداً، وهذا يراد للأمة العربية والإسلامية ان لا تكون فيها مكامن قوى أو مناطق قوى، والسودان معروف له موقع استراتيجي ومكان استراتيجي وعنده من الخيرات ما يمكن ان يستفاد منها ولكن لا يراد له أن يأخذ دوره فيُشغل عن التنمية بنفسه ومعايير تختلف عندما يتعلق الأمر بدولنا، فإشعال فتنة هنا وهناك ومنها العراق واليمن ولبنان والسودان جزء من هذه الحلقة فأعتقد ان هذه كلها أمور حتى لا تقوم للسودان قائمة وأن خطورة ما يحدث للسودان له تأثير على المنطقة كلها وله تأثير مباشر على الجزيرة العربية وعلى مصر تأثير كبير جداً، ولكن للأسف تشرذم وتفرق الأمة العربية والإسلامية جعلها هكذا تؤكل قطعة قطعة فمصر تتفرج على ما يحصل في السودان والسعودية تتفرج على ما يحصل في السودان وليبيا أيضاً تتفرج على ما يحصل في السودان، هذا إذا اكتفوا بالتفرج فبعض الدول قد لا تكتفي بذلك وإنما تزيد الفتن اشعالاً بدل ان يعرفوا ان المثل العربي المعروف الذي يقول أُكلت يوم أكل الثور الأبيض وما يحصل هناك اليوم سيحصل هنا في مناطق أخرى والموضوع لا يحله إلا وحدة هذه الأمة، والتدخل على أساس أنها أمة واحدة.. وعبّر المعاودة كغيره من المراقبين والمحللين عن مخاوفه من انفجار الوضع بالمنطقة برمتها في حال وقوع حرب بين شمال وجنوب السودان وقال: لا شك أنه إذا اندلعت الحرب في السودان ستفرز مزيداً من الاضطرابات في المنطقة وتأثيراتها على المنطقة واعتقد ان على الدول العربية ان لا تجعل الكحال هو العدو فإذا أصبح الكحال هو العدو فيبشروا بالعمى، وأضاف المعاودة في حديثه ل"الشموع": ان الحرب إذا ما اندلعت ستكون حرباً في شتى المجالات ومنها حرب المياه وهذا للأسف سلاح إذلال آخر سيُستخدم خاصة ضد مصر لذلك نحن نقول إذا بقيت مصر متفرجة فالخنجر الذي سيطعن السودان سينفذ منها إلى قلب مصر فعليهم ان يتركوا الاهتمام بالذات ويهتموا بالأمة وبالشعوب ويتركوا الحرص على الكراسي وان يشاركوا الناس في القيام بهذه المهمة لأن السياسة هذه التي رأيناها خلال هذه السنين لم نرها إلا فاشلة.
تقرير المصير مشروع دولي أميركي
من جهته قال الباحث الأكاديمي الدكتور حسن مكي محمد احمد: ان تقرير المصير الآن أصبح مجرد مشروع دولي أميركي، والولايات المتحدة الأميركية هي التي تنفذه بالتعاون مع النخبة الحاكمة في جنوب السودان ولكن المفاجأة الكبيرة ان هناك عزوفاً جنوبياً عن التسجيل في الاستفتاء والآن نسبة المسجلين للاستفتاء 22% أي من حوالي خمسة ملايين جنوبي لهم الحق في التصويت سجل فقط في سجل الاستفتاء مليون وأقل من ربع المليون، أي نسبة المسجلين في الاستفتاء من الذين يملكون هذا الاستحقاق حولي 22% أي من كل خمسة جنوبيين مؤهلين للاستفتاء سجل جنوبي واحد وهذا يدل على ان الانفصال غير وارد في ذهن الجنوبيين ولكنهم يخافون من الحكومة الجنوبية التي تملك السلاح والسلطة لذلك لم يسجلوا ولكن مع ذلك فإنهم سجلوا المليون وشوية، وقال مكي في حديثه ل"الشموع" عبر الهاتف من السودان: من الناحية القانونية الجمعية العمومية هي التي ستحدد مآلات الجنوب ومن المؤكد من بين ان هؤلاء الذين سجلوا 60% سيصوتون للانفصال ومعنى ذلك ان الانفصال سيولد مأزوماً لأن الشعب الجنوبي الجميع لن يرحبوا بولادة الدولة الجنوبية إلا 10% من مجموع سكان الجنوب وبذلك هذا من الناحية السياسية ستكون ولادة غير مرحب بها من قبل الشعب الجنوبي لأن الشعب الجنوبي يرى ان مصالحه في الشمال.. مصالحه الاقتصادية ومصالحه السياسية ومصالحه الاجتماعية، وأضاف: نحن الآن في ظل هيمنة حالية قطبية وفي ظل الحكومة المركزية في وضع صعب وُضعت معزولة عالمياً على رئيسها قرار محكمة الجنايات الدولية بتهم وقضية دارفور تحترق غرباً ومخططات في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وعقوبات اقتصادية أميركية في إطار برود عربي وعدم اكتراث اقليمي ودولي لذلك يبدو ان المشيئة الأميركية ماضية إلى مآلاتها.
وعن استمرار حكومة الجنوب أو بالأصح الجبهة الشعبية بدعم متمردي دارفور وبوادر نذر الحرب بين الشمال والجنوب والتي يخشى الكثير من المراقبين من اشتعال حرب مدمرة في المنطقة، قال مكي: على أية حال الشعب الشمالي عازم على ان لا يدخل أي حرب حتى لو فُرضت سيكون مدافعاً عن نفسه لكن حرباً شاملة مثلما حصل بين أثيوبيا واريتريا مستبعد، وبالنسبة لزيارات متمردي دارفور للجنوب ودعم الجبهة الشعبية لهم فهذا من قديم من أيام جون قرنق ودعم هؤلاء (الثوار) منذ عام 1991م أثناء دعم دخول حملة إلى دارفور وهذا ليس جديداً وهذا ليس بيد الجنوبيين، هذا كله مخطط دولي ومخطط أميركي ومخطط صهيوني..
أما عن الصراع المترتب على انفصال الجنوب وهو الصراع على المياه أو حرب المياه، قال مكي: هذا القرار يتعلق بمصر وكل ما يدور بالسودان هو موجه لمصر ولذلك السودان يعاقب لأن جنوب مصر هو المستهدف أصلاً، مصر ومياه النيل وثروات السودان وشغل مصر عن قضيتها المصيرية بالوقوف مع الدولة الفلسطينية الوليدة واتخاذ تدابير حتى لا يحدث أي مجهود لمساندة مصر في حال حدوث انتكاسات سياسية في المنظومة المصرية أو حدوث تغيير مصر لسياساتها تجاه اتفاقية كامب ديفد وغيره وكل ما يجري هو محاولة الإحاطة بالعالم العربي والإحاطة بالعالم الإسلامي.. ووصف مكي الجامعة العربية بأنها مجرد سكرتارية للنظام العربي الرسمي الذي كلٌ يقول نفسي نفسي، وان هناك عدم مبالاة أو اكتراث.
السير نحو الانفجار
أما المحلل السياسي وعضو المؤتمر القومي العربي الدكتور/ محمود معروف فقد قال: المشهد السوداني الآن يسير نحو الانفجار لأن الاستفتاء المزمع تنظيمه لا زالت نتائجه محل شك كل الأطراف، ويسعى كل طرف الآن في هذه الأزمة إلى فرض وجهة نظره وتحقيق رؤيته وأهدافه دون هذا الاستفتاء، وكنا نقول ان هذا الاستفتاء خطأ كبير لأنه لا يمكن ان تلقي مصير شعب كامل ودولة كاملة رهن جزء منها وان كان جزءاً أساسياً لذلك الموقف الآن يسير نحو الانفجار لأن هناك أدوات وهناك أطرافاً دولية كثيرة تسعى لهذا الانفجار وتسعى إلى تفتيت السودان وإضعافه لما يمثله هذا البلد العربي من ثقل على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي ويملك ثروات تؤثر على المنطقة كلها إضافة إلى مياه النيل التي يهدف المشروع إلى خنق مصر بواسطة مياه النيل، ومصر هي الدولة العربية الأولى من حيث الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي وجعل مصيره مرهوناً بدول المنبع مثل أثيوبيا ودول الممر والتي ستكون الدولة المزمع اقامتها في جنوب السودان، وأضاف معروف في تصريح ل"الشموع": علينا ان لا ننسَ أن أحد أهداف تقسيم السودان هو الإمساك برقبة مصر والتحكم بها بعد التحكم بالسودان نفسه وأيضاً قادة الانفصال بالجنوب قالوا صراحة أنهم سيقيمون علاقة دبلوماسية مع إسرائيل وبالتالي مسألة تفتيت السودان هي أبعد من مسألة السودان لأنه يمس المنطقة العربية بأسرها وسيكون نموذجاً في عدد من الدول العربية عندما يسعون لتفتيتها وتقسيمها لإضعافها ولعدم وجود دور أو فعل لأي دولة عربية.
وقال معروف: إن جامعة الدولة العربية فاقدة دورها وفاقدة لفاعليتها وان الإطراف الأساسية فيها لا تريد تفعيلها، وأضاف بالقول: أنا اعتقد ان الأساس في هذا الموضوع كان مصر ومصر تخلت عن السودان في التسعينيات من القرن الماضي ووضعته في هذه الأزمة ولن تتحرك إلا بعد ان أدركت مخاطر هذه الأزمة ومخاطر ما ستوصل إليه السودان في المرحلة القادمة، وقال: اعتقد أننا مقبلون على حرب حقيقية في المنطقة لأنه وكما أشرنا في الفترة الماضية أن المسؤولين الأثيوبيين حول مياه النيل وما يدلي به قادة الجنوب السوداني ونحن مقبلون على مخاطر أخرى ومخاطر فعلاً لا تقل عما يشهده العراق من حرب على الاحتلال ونحن قادمون بالمنطقة على زعزعة النظام العربي كله ومحاولة تفتيت كل قطر عربي وفي نفس الوقت محاولة فرض الإرادة الإسرائيلية والأميركية في المنطقة بأسرها وإفقاد أي نوع من التفكير في العمل العربي المشترك أو قيام نظام عربي متكامل.
القراءات الخاطئة
من جانبه قال الدكتور/ محمد مسعود الشابي – عضو المؤتمر القومي العربي من تونس: المشهد السياسي السوداني مبني على قراءات خاطئة في الفترات السابقة، وبالتالي السودان مضغوط عليه لدرجة أنه لا يستطيع إلا أن يمشي فيما هو ماشٍ فيه لأن أميركا وإسرائيل هدفهما واضح وهو تقسيم السودان، في وقت نجد فيه ان الوطن العربي أو الدول العربية لم تقف إلى جانب السودان بشكل فعال وخاصة الدولة التي هي الأقرب والتي يفترض ان تمد السودان بالدعم وهي مصر التي هي متخلية عن دورها نهائياً، وأضاف الشابي: ان الهدف مما يجري الآن في السودان هو مصر التي هي مستهدفة بشكل جدي، حتى القلاقل التي تشهدها مصر مع الأقباط تأتي في إطار مشروع يستهدف مصر ولا يوجد شيء يبعث على التفاؤل.
السودان الثور الأبيض
من جهتها قالت الأستاذة/ إقبال مراد دوغان – عضو المؤتمر القومي العربي: استهداف السودان وما يجري فيه هو عبارة عن سلسلة من كل ما يحصل في البلاد العربية وهذه هي قضية التفتيت للأمة العربية إلى جزيئات أصغر مما هو مفتت الآن، والسودان هي المزرعة التي كان لازم تطعم الأمة العربية كلها لو كانت هناك سوق عربية مشتركة في اتحاد عربي معين وأعداء الأمة بدأوا بالعراق وحتى باليمن ولبنان مهدد وسوريا مهددة ومصر مهددة، والسودان أمنها من أمن مصر ومصر أمنها من أمن السودان، وأضافت دوغان في تصريح ل"الشموع": القضية قضية خطيرة والمشكلة ان كل البلاد العربية ساكتة لم نسمع القيادات حتى ولو من حيث المبدأ، لكن هذه القيادات تريد الحفاظ على الكراسي والمفروض أنهم يسجلون موقفاً ويقولون لا.. بوجه الهجمة الصهيونية الأميركية.
وحول بوادر حرب المياه التي بدأت تلوح في الأفق بين مصر وأثيوبيا والدولة المرتقبة في جنوب السودان التي قال قادة في الجبهة الشعبية إنه من حقهم بيع مياه النيل وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، قالت دوغان: هذه هي الحرب القادمة في هذا القرن هي حرب المياه وتعطيش الأمة العربية وتصحيرها لأنه ممنوع علينا أن نتقدم وننمو وعندنا سرطان في جسمنا هو السرطان الصهيوني الذي يشتغل مع كل القوى الاستعمارية وأذنابها بالمنطقة والذي من مصلحته أننا لا نستفيد من خيراتنا ولا نتوحد والأعداء يعملون لمصلحتهم أما نحن فلم نجد من يعمل لمصلحتنا كأمة عربية، وأضافت بالقول: للأسف أحزاب عربية كبيرة لا توجد مثل زمان كما لا توجد قيادات مهمة ولا توجد طريقة سوى ان الشعوب العربية تنظم نفسها وتغير لأن الهجمة قوية وشرسة وكل بلد عربي ملهي بحاله ولا يوجد بلد عربي ليس مهدداً فالسعودية واليمن والخليج وكل البلدان العربية مهددة والسودان هي مثلما يقولون قتلت يوم قتل الثور الأبيض فالسودان هي الثور الأبيض مع ان اسمها السودان ولكنها الثور الأبيض في ضرب الأمة العربية، وقالت: يتحدث المرء من حرقة قلبه ولكن الأجيال الجديدة مدعوة تعود وتنظم نفسها وتقول لا.
النخب السياسية تتحمل المسؤولية
وحول الموضوع ذاته تحدث المحلل السياسي الدكتور/ محمد عثمان إدريس قائلاً: المشهد السياسي في السودان كما تعلمون تبقى حوالي 43 يوماً على التاريخ المقرر للاستفتاء في التاسع من يناير القادم وتتفاوت صورة المشهد سياسياً، روح التوتر السائدة في العلاقات بين طرفي الاتفاقية وتشكيك كل منهما في الآخر، في تعطيل هذا الاستحقاق.
وأضاف إدريس في حديثه ل"الشموع": الصورة الأساسية نحن مقبلون على شيء قد يكون الأول في القرن الواحد والعشرين في القارة الأفريقية الذي هو انفصال جزء من دولة إلى دولة أخرى هذا المشهد الأول وتتحمل هذه النخب السياسية لا سيما الشركاء المسؤولية الأولى ليس للتوقيع على اتفاقية نيفاشا بل لتاريخ سابق لذلك الأمر منذ الإقرار بما عرف بحق تقرير المصير في مفاوضات جمعت كلاً من علي الحاج الذي كان ممثلاً للحكومة واللامكول الذي كان ممثلاً للحركة الشعبية عام 1992م في فرانكفورت مروراً بالاتفاق أو ما سمي بالسلام بالداخل الجناح المنشق من الحركة عام 1996م واتفاقات 1997م انتهاءً باتفاق نيفاشا في 2005م، وفيما بينهما كان هنالك اتفاق أيضاً باسم مؤتمر القبائل المصيرية في أسمرة الذي جمع القوى المعارة، هذه القوى التي بصمت على حق تقرير المصير سواء في مغازلة بعضها البعض أو في محاولة الاستقواء بطرف في صراعه مع الطرف، الآخر من قبيل محاولات استقواء قوى التجمع في الحركة الشعبية في مواجهتهم للمؤتمر الوطني ومن قبيل محاولات المؤتمر الوطني سحب البساط من تحت اقدام من يطرحون موضوع حق تقرير المصير في العلاقة بالقوى الجنوبية، هذه القوى جميعاً تتحمل مسؤولية مآل الوضع الراهن فيما يتعلق بالمشهد الأساسي والرئيسي والأكثر خطورة على مستقبل السودان وعلى مستقبل بلدان الجوار وسابقة مسيئة لعلاقات التآخي بين التكوينات القومية المختلفة في بلد هو بالاتجاه المعاكس لحركة التاريخ التي تنحو فيه حتى البلدان المتقدمة نحو التوحد بينما نشاهد على العكس من ذلك كله اتجاه نحو الانفصال والتفتيت والتشرذم والانقسام بما يزيد السودان ضعفاً على ضعف وسينعكس هذا بالتأكيد على بلدان الجوار، هذا فيما يتعلق بالمشهد الأساسي.
وقال: الجزء الآخر منها حالة الوجوم التي أصابت الشارع السياسي بشكل عام بسبب محاولات بعض القوى السياسية تسويق وهم إمكانية الفوز على المؤتمر الوطني في الانتخابات ولما لمست لمس اليد ان هذه مستحيلة وفق النتائج التي اسفرت عنها الانتخابات بسبب هيمنة المؤتمر الوطني على كل شيء، على الإدارة والمال والإعلام والأجهزة الأمنية.. الخ حتى على مفوضية الانتخابات وقانون الانتخابات نفسه، وهذا انعكس على تلك القوى وعلى حراكها واتسم حراكها بالاشتباك والإحباط لحدود بعيدة جداً، وقال إدريس: الشيء الآخر ان هذه القوى نفسها كانت تعول كثيراً على الحركة الشعبية ولكن كان من الواضح أن الحركة الشعبية لها أجندتها، وانا دائماً كنت أقول إن مغناطيس التوجه الانفصالي أو الجهوي للحركة يغلب على أي محاولات لتمديد هذا المجال المغناطيسي لمشروع وحدوي ولذلك نشاهد ان الحركة مع حصولها على قانون الاستفتاء وقانون الاستفتاء الخاص بأيي وقانون المشهور الشعبي الخاص بمنطقتي جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان مما يسمى بمشروع السودان الجديد وهو في تقديري موقف يعبر عن حقيقة موقفها لأن اللحظة الذي وقعت فيه هذه الحركة على مشروع أو مسألة حق تقرير المصير كانت تفصح تماماً عن ميولها للانفصال.
وأضاف إدريس: ان الجزء الآخر أو الثالث من المشهد هو الضائقة الاقتصادية المعيشية المحدقة بالقطر ككل والذي رأينا محاولات لتحميل المواطن وإلهاب ظهر الكادحين والبسطاء بمزيد من الضرائب ليس أقلها آخر قرار صادر من البنك المركز لتخفيض قيمة العملة الوطنية أمام الدولار المتراجع عالمياً، تخفيض قيمة العملة المحلية بما يعادل 16.28% من قيمة الجنيه السوداني، وهذا الأمر سينعكس سلباً على عائد صادرات السودان بمعنى انخفاض عائد الصادرات بينما هذه الصادرات أصلاً ليست في حالة كساد لأنها صادرات حية ومطلوبة على مستوى العالم كله سواء كانت سمكية أو حبوب زيت أو ثروة حيوانية، ولذلك ينعكس هذا سلباً على الصادر وبالتالي ينعكس سلباً على الانتاج وعلى قوى الانتاج وستضعف الانتاجية العامة الخاصة بالدخل القومي وبالمقابل سترتفع أسعار العائدات أو الواردات بحكم انخفاض قيمة العملة الوطنية أمام الدولار وهذا سيحول حياة الغالبية الساحقة من المواطنين إلى جحيم، وهنالك زاوية أخرى يمكن ان تقرأ فيها المشهد السياسي وهي حراك خجول من قبل قوى ما يسمى باجماع جوبا نحو عقد ما سمي بمؤتمر السودان الشامل واعدت له أربع أوراق ورقة خاصة بالوحدة أو الانفصال وفي تقديري هذه ورقة تحصيل حاصل باعتبار أنه ليست القوى هي اللاعب الأساسي في هذا الموضوع ليست قوى الاجماع الشمالية على وجه التحديد هي اللاعب الأساسي سيما بعد تخلي الحركة الشعبية عنهم، وورقة أخرى حول دارفور وأزمة دارفور، وورقة ثالثة حول الأوضاع الاقتصادية المعيشية علماً أن ما طرحته مؤخراً من تخفيض في قيمة العملة سبقته موازنة للاتجاهات العامة كانت فيها أنها سائرة على نفس منحى الموازنات السابقة التي ترفع من قيمة الضرائب غير المباشرة التي يتأثر بها سلباً الغالبية الساحقة من الناس والتي فيها انفاق رهيب على الأجهزة السيادية الأمن والجيش والشرطة..
وقال إدريس: المتوقع في ظل هذا الأمر وبقاء قضية دارفور معلقة دون حل بل وبالتصعيد الأخير الذي فيه اتهامات للحركة الشعبية من قبل المؤتمر الوطني بأنها تستضيف قادة الحركات المسلحة في جوبا لغرض استخدامهم في صراعها المقبل مع المؤتمر الوطني أو مع دولة الشمال، بالتأكيد هذا يؤجج الأوضاع على ساحة دارفور وفي كل الولايات المتاخمة لولاية دارفور كردفان على وجه التحديد سيما وان هنالك اتهامات طالت حتى منسوبين للمؤتمر الوطني بعضهم لبعض، حاول أحدهم ان يحمل والي جنوب كردفان مسؤولية عبور قوات حركة العدل والمساواة من أراضي كردفان إلى الجنوب لأن هذه مسؤولية الأجهزة الأمينة، لذلك التوتر في دارفور والضائقة الاقتصادية المعيشية وتردي الحريات بشكل عام، كما ان في الجنوب لا تزال عملية اعتقال المناضل اللواء تلفون كوكو أحد قادرة الحركة الشعبية من أبناء جبال النوبة في جوبا منذ ابريل الماضي وفشلت كل المحاولات والنداءات التي وجهتها قوى الاجماع والقوى الشمالية للحركة الشعبية كي تفرج عنه، إذا هذا الوضع مصحوب بمآلات الاستفتاء، اقتصادياً اعتقد ان الجانبين سيكونان في حاجة لبعضهما البعض لتهدئة الأحوال بدوافع عدم التأثير على التنقيب عن النفط وانتاجه وتصديره لسبب بسيط هو إذا كانت حقول النفط الأساسية في الجنوب فالبنية التحتية الأخرى من مصافي وأنبوب ناقل للنفط وميناء تصديره في الشمال وبالتالي كليهما في حاجة لهذا الأمر إلى ان يستجيب ما يمكن ان يقال عنه إلى متى تستمر هذه الحالة أو يكون هناك شيء بديل، وأكد إدريس ان انفجار حرب في السودان سيؤدي إلى انفجار المنطقة ككل والأمر لن تسلم منه لا أقطار عربية ولا أقطار أفريقية وستكون الحرب نموذجاً سيئاً وبكل أسف طلع من السودان.
وقال: ثقتنا في الجنوب ان الإجراء الآن ليس في مصلحة لا شعب السودان ولا البلدان المحيطة به يمكن ان يستمر وشعب السودان قادرة على استعادة هيبته وقادر على استعادة الديمقراطية قبل ذلك وقادر على بسط السلام ورفض الحرب ورفض الحرب بالوكالة، والآن الطرفان يستخدمان الدينكا والمسيرية في منطقة أبيي كلٌ يحاول ان يسخر هذا الطرف أو ذاك ويتوارى من خلف ظهره لخدمة مآربه.
التزوير وانفجار المنطقة
إلى ذلك قال السفير عثمان السيد – مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بالخرطوم: لم يبق بيننا وبين الاستفتاء سوى فترة أقل من أربعين يوماً وكل الدلائل تشير حتى الآن إلى ان الجنوب أو الجيش الشعبي في الجنوب وليست الحركة الشعبية والذي يسيطر على زمام الأمور في جنوب السودان هو مقبل على الانفصال ولكن اعتقد ان شعب جنوب السودان وحتى ذلك الشعب الجنوبي الموجود في شمال السودان وحدوي حتى إشعار آخر، لذلك الكل على قناعة بأن الاستفتاء سيتم فيه تزوير إلى حد كبير لمصلحة الانفصال وإذا حصل الاستفتاء بصورة غير نزيهة وغير شفافة فسوف يجد الشمال من الصعب عليه ان يقبل بنتيجة الاستفتاء وهذا الأمر ذكره المؤتمر الوطني في عدة مناسبات علاوة على ذلك فإن هناك مشاكل لم تحل بعد وهي ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وموضوع الجنسية المزدوجة ونحن نعتقد عن قناعة أنه إذا لم يتم ترسيم الحدود فسوف يكون موضوع الحدود قنبلة موقوتة أو قنبلة متفجرة تعصف بالعلاقات بين الشمال والجنوب وقد تؤدي مرة أخرى إلى مربع الحرب ولنا ان نتخيل ان الحدود بين الشمال والجنوب هي حدود تقارب (2000) كم من حدود السودان مع جمهورية أفريقيا الوسطى وحتى جمهورية أثيوبيا وهذه توجد فيها قبائل عدة في الشمال والجنوب لديها كثير من المشاكل مع بعضها البعض ولا بد من تسوية الحدود لتحديد من هو المواطن الشمالي ومن هو المواطن الجنوبي، ولا يمكن تحت أي ظرف من الظروف ان يتم استفتاء على تقرير مصير الجنوب دون ان يُحدد من هو المواطن الجنوبي أصلاً ولنا في منطقة القرن الأفريقي مثال حي فإذا كانت أثيوبيا واريتريا في منطقة بسيطة جداً جداً لا تتعدى مساحتها ال(150) كم حصل صراع بين أثيوبيا واريتريا وحصلت حرب قتل فيها 80 ألفاً من الأثيوبيين والاريتريين وأغلبيتهم كانوا من الاريتريين بل ان الاريتريين الذين ماتوا في الحرب أكثر من الذين ماتوا في الحرب الاريترية منذ قيامها سنة 1961م.
وأضاف السيد في حديثه ل"الشموع": على كل حال لا بد لعملية الاستفتاء ان تتم بطريقة سلسة وسليمة وإذا لم تتم بطريقة سليمة فسوف يشهد السودان حرباً مرة أخرى ونكون قد رجعنا إلى المربع الأول.
وعن المخاوف من ان وقوع حرب في السودان قد تشعل حرباً في المنطقة برمتها قال السيد: السودان دولة قارة أي أكبر دولة في أفريقيا مساحة وهناك تسع دول أفريقية بما فيها دول أفريقية عربية مثل مصر وليبيا لديها كلها حدود مشتركة مع السودان بمعنى ان السودان مقابل أكثر من واحد على ستة من مجموع الدول الأفريقية الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، وبالتالي فإن حدوث اضطراب في السودان سوف يؤدي إلى حدوث تفجير المنطقة برمتها ويشكل فشلاً ذريعاً للاتحاد الأفريقي ذلك ان السودان هو الدولة التي تربط بين الدول العربية الأفريقية شمال الصحراء مثل مصر وليبيا وبين الدول الأفريقية الاستوائية مثل كينيا وأوغندا والكونغو وهي في ذات الوقت الجسر الذي يربط بين دول القرن الأفريقي مع دول غرب أفريقيا مثل تشاد وأفريقيا الوسطى والنيجر والكاميرون، لذلك إذا حصلت حرب في السودان فسوف تعصف ليس بدول الجوار فقط وإنما بمنظمة الاتحاد الأفريقي برمتها.
من تيمور إلى جنوب السودان وكشمير المسلم لا..!
وفي السياق نفسه قال الدكتور/ هاني السباعي – رئيس مركز المقريزي للدراسات التاريخية في لندن: ان موافقة الحكومة السودانية على قضية الاستفتاء كانت أكبر غلطة وقعت فيها حكومة الخرطوم، وقال: للأسف لم نستفد نحن من قضية اندونيسيا عندما وافقت الحكومة أيضاً على الاستفتاء في تيمور الشرقية وفي النهاية صارت تيمور الشرقية في خاصرة الدولة الاندونيسية الآن وكانت قُدمت كنموذج لدولة نصرانية في ظل دولة إسلامية كبيرة مثل اندونيسيا والآن يريدون تفتيت السودان بسبب هذا الخنوع من الأنظمة.
وأضاف السباعي في حديثه ل"الشموع": طبعاً كان النظام المصري يضغط على الحكومة السودانية وكان يصدر بعض الأسلحة للجنوبيين قديماً كي تحارب الحكومة المركزية وانا اعتقد ان الضغوط الكثيرة هذه بعد انقسام التحالف مع الحكومة السودانية وخروج الشيخ الترابي ومجموعته وتحريضه على الحكومة من خلال اتباعهم الذين يجدون الآن في فرنسا كالشيخ الحاج الذي كان رئيس البرلمان السوداني قديماً ونفس الوجوه التي كانت متحالفة مع النظام وهي التي أتت بالرئيس البشير في الانقلاب وهي نفسها التي انشقت عن البشير وقاد التحريض الشيخ الترابي الذي تحالف مع الفرنسيين وهو الذي حرض الفرنسيين على قضية دارفور من أجل أنه كان يريد ان يمثل دور الخميني في السودان ويكون هو الأب الروحي ويكون البشير عبارة عن تابع له واخترع لهم ما يسمى بالمتواليات في الانتخابات وغير ذلك وهذا مخطط أضعف الحكومة وأضعف الشعب لذلك هم الذين حرضوا على دارفور وهم الذين قالوا لا توجد قوة أمام الغرب متجانسة في السودان توجه هذا المصير في اقتطاع منطقة الجنوب.
وقال السباعي: اقتطاع الجنوب كأنك تزرع دولة اسرائيل أخرى في أفريقيا وستكون دولة في الجنوب نصرانية وبجوارها أثيوبيا واوغندا واريتريا وكل هذه تحاصر العالم الإسلامي والدولة في الجنوب ستقيم علاقات مباشرة مع اسرائيل وبناء قاعدة أميركية في نفس المنطقة أيضاً والقيام بتنصير الوثنيين بالجنوب مرة أخرى، وأكد السباعي ان الدولة في الجنوب ستكون حصاراً أيضاً لضرب منابع النيل ضد المصريين وحصارهم، وهذه الدولة في جنوب السودان في حال اقتطعوها معناها ان مصر مهددة مع السودان أيضاً عن طريق هذه الدولة الجديدة التي ستحاصر مصر عن طريق أثيوبيا ومنها كون روافد النيل تمر منها وربما يتعرض السودان إلى جفاف أكثر وفي مصر كذلك لأن المؤامرة كبيرة وهناك بناء سدود كبيرة في أثيوبيا الآن بتمويل من اسرائيل والآن ستحل اسرائيل بقوة في هذه المنطقة الجديدة بسبب ضعف واستكانة حكومة البشير التي وجدت نفسها تقدم كل القرابين من أجل ارضاء الغرب والغرب مثل جهنم يقول هل من مزيد كلما تنازلت وهذا هو الغرب وأميركا هكذا مثل جهنم.
لذلك أكبر جريمة ارتبكت في حق السودان هي الموافقة المبدئية على موضوع تقرير المصير وهم راهنوا رهاناً خاطئاً على أنه بعد أربع سنوات ستكون الحكومة المركزية قد عملت احلال وادخلت السكان وتغيير في البنية السكانية فيصوتون للدولة المركزية في النهاية لذلك هم اخطأؤا واعتقد أنهم سيمررون مسألة الاستقلال لا محالة ويقيمون دولة سودانية جديدة ستكون للنصارى ومحاربة للسودان وستدمره، وليس السودان فقط بل ستحاصر دولاً أخرى منها اليمن من خلال أثيوبيا واريتريا، وكل هذا امتداد نصراني عن طريق أميركا وقواعدها.. وعن المخاوف من اندلاع حرب في المنطقة تبدأ في السودان قال السباعي: طبعاً كلاهما مر لكن آخر الدواء الكي والحكومة والشعب السوداني في الشمال أمام خيار مر لأنها وافقت بيدها تقطع أوصالها فكلاهما مر إذا هي وافقت على تقرير المصير تكون قد زرعت بيدها فناءها وحتفها، وإذا هي لم توافق ستجر على نفسها ويلات أخرى وهو الحصار الاقتصادي الذي هي محاصرة فيه أصلاً بالإضافة إلى تمويل الميليشيات في الجنوب وزرع قلاقل وإثارة قضية دارفور أكثر وستحاربها من عدة جبهات من دارفور والجنوب وعندهم من المرتزقة ومن "السدينيين" منهم العملاء عدد كبير جداً كلهم ممولون من الغرب ولهم محطات ووسائل إعلام ولهم قوة وأسلحة في الدول المجاورة أيضاً وسيفتحون النيران من كل جانب.
وأضاف السباعي: اعتقد أنه اشرف للحكومة السودانية ان تخوض حرباً أفضل من الموافقة على ما يسمى تقرير المصير لأن هذه الحكومة ستُلعن في التاريخ لأنها هي التي دمرت السودان بيدها وقطعت أوصالها بيدها لذلك اشرف لها أنها تجهز وتجيش الشعب وتحرضه ضد الانفصال، واسترسل السباعي بالقول: إذا تم اقتطاع جنوب السودان معناه حصار الإسلام في الغرب وضرب منطقة القرن الأفريقي وحصار اليمن وعمان وستكون أميركا محاصرة المنطقة بإسرائيل من الشمال ثم في باب المندب الذي سيتحول إلى بوابة مغلقة والدولة هذه هي التي ستكون رأس الحربة مع أثيوبيا واريتريا كما ان الدولة النصرانية في جنوب السودان سيتم تدعيمها من جميع كنائس العالم وسيقوونها بالأسلحة وبكل ما نتخيله وهنا يهددون منابع النيل ومنع تغلغل الإسلام إلى أفريقيا.
مؤكداً بأنه في حال نجاح الاستفتاء ستكون ضربة قاصمة لهذه الأمة وإذا دخلت الحكومة السودانية في عدم الموافقة على تقرير المصير سيكون اشرف لها حتى لو تدخل الغرب وضربها بقوس واحد سيكون اشرف لها وتجاهد وتحاول ان تجيّش شعبها وتلتف حوله أفضل واشرف لها من أنها تقدمها كهدية مثل تيمور الشرقية فجنوب السودان ليست تيمور الشرقية والدولة التي ستكون في جنوب السودان ستطمع وتحرض نصارى مصر ليقولوا لماذا لا يكون لنا دولة في جنوب مصر والعملية الحبل على الجرار ومعناها تفتيت وتقسيم الأمة إلى فسيفسائيات وطبعاً لا أحد يتمنى هذا المصير ولكن إذا ظلت هذه الحكومات في هذا الهوان وهذا التراجع عن الثوابت وعن الحقوق من أجل البقاء والأفضل ان يقدم الدولة للبلد وللعقلاء ويقول كل حاكم انا لا استطيع ان اتحمل هذه الجريمة التاريخية في اقتطاع جنوب السودان ويجعلها دولة تقتطع جزءاً من دولته فهاتوا عقلاء يحكموا هذا البلد بدلاً مني وأنا انسحب فهذا تقرير مصير أمة والموضوع لا يمس السودان فقط، ولذلك هذه الحكومات مثل السرطان أو مثل الغرغرينا في الجسم التي تنخر فيه وتدمره، والمفروض ان هذه الحكومات تتآزر وتقف وراء السودان وتقول لهم ممنوع وإياكم ان توافقوا على هذه اللعبة التي لا نوافق عليها ولماذا في جنوب السودان ففي كشمير الناس بحت وقرارات من مجلس الأمن لم تتحقق حتى الآن في كشمير، فلماذا نحن ففي كشمير من سنة 1946م و1947م ونحن الآن نوافق على اقتطاع جنوب السودان بهذه السهولة وهم لم يوافقوا رغم أن كشمير بالحقيقة شعب مسلم يريد ان ينضم إلى باكستان ومن يقول نريد ان نكون دولة مع المسلمين حتى ولو دولة مستقلة ومجلس الأمن أصدر قرارات بهذا ومع ذلك لم يستطيعوا ان يحققوه لأن هناك تحالفاً مع الهند ولعبة ضد المسلمين.
وأكد السباعي ان هذا القرار قرار تدميري لهذه الأمة كما دمروا العراق وتآمروا عليه سيدمرون السودان مرة أخرى ونظل نحن هكذا بين حكومات تتآمر على بلادها وعلى شعوبها وعلى مصير أجيال كاملة يغتالون أجيالاً كاملة حتى وهم في رحم أمهاتهم، الأجنة في البطون تغتال ومصائر هذه الأجنة في يد هؤلاء الحكام الذين يريدون ان يبقوا في السلطة من أجل ان يضعفوا شعوبهم ويمزقوا البلاد، لذلك أنا أقول ان يدخلوا في حرب أفضل لهم واشرف لهم من ان يوافقوا بأيديهم على تقطيع السودان بأنفسهم من أجل ماذا من أجل البقاء في الحكم.. ستموت وتورث الدمار لأن تقرير المصير وظهور الدويلة الجديدة هذه لن يرتاح السودان وستظل الحروب وسيطالبون بتعويضات بدعوى الدمار والتعذيب وكل يوم يقولون محاكم دولية والغرب لن يمل في اختراع قصص وحكايات ومقابر جماعية ولن يقتصر الموضوع على مسألة تقرير المصير لأن الغرب يتفنن في مثل هذه الأزمات وهو الذي يخترع لنا مثل هذه البؤر والنتوءات التي تدمر هذه الأمة لذلك دولة في جنوب السودان ستكون قنبلة موقوتة وستنفجر في أفريقيا وستطال الدول في شبه الجزيرة العربية ومنها اليمن، ومن شظايا هذه الدولة التي ستفجر وتجرح كل هذه الدول مجتمعة سواء في وسط أفريقيا حتى الدول التي في غرب أفريقيا إضافة إلى الدول العربية لأن هذه وكر عالمي سيكون لتدمير وحصار الإسلام ويأخذونا قطعة قطعة حتى يدمروا هذه الأمة ويغيروا مناهجها ويغيروا كل شيء.
وختم السباعي حديثه للصحيفة بالقول: للأسف الشديد أشعر بأن الأمور لا تبشر بخير في موضوع الموافقة على تقرير مصير السودان والحكومات عاجزة ومستكينة والشعوب كسيحة وتشعر أنها شعوب مشلولة وتائهة وحائرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.