إن الأطماع والمنافع الشخصية القائمة على (الأنا) الشريرة تقود صاحبها إلى الهلاك،وتخلق الكره وعدم القبول بصاحبها في المجتمع وتجعل المجتمع ينظر إلى أصحاب المنافع والأطماع نظرة الشك والريبة وعدم الارتياح، لأن أصحاب المنافع الشخصية لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، ولا يضعون لأحد قدراً ولا اعتباراً، ولا تهمهم منافع الناس ولا المصالح العليا للبلاد لا من قريب ولا من بعيد، ويسعون بنهم شديد نحو جمع الثروة ويسلكون في سبيل ذلك كل الوسائل العدوانية التي تخلق الحقد والكراهة لبعضهم البعض، وتجعل تجار الحروب والمصالح يسلكون طريق الشيطان لتحقيق منافعهم. إن الهلع والجشع وحب الذات ومحاولة السطو على خيرات البلاد ومنع أرزاق الناس واستعباد العامة وقهر الخاصة، والتجرد من القيم والأخلاق، والبعد عن الولاء الوطني ومحاولة الاستقواء بالخارج من أجل الأحقاد الشخصية والمنافع الذاتية أمور يرفضها الشعب اليمني ولا يقبل بمن يمارسونها ويصرون على سفك الدماء وتدمير مقدرات الوطن والاعتداء على المصالح الخاصة والعامة من أجل ارضاء رغباتهم وأهوائهم العدوانية، ويرى اليمنيون كافة ان مثل هذه السلوكيات لا يمكن ان يقبلها عاقل ولا تمثل إلا أصحابها الذين سيطر عليهم التفكير العدواني وتمكن من قلوبهم الحقد الأعمى وقادهم الغرور إلى مهاوي الردى. إن الشعب اليمني على قدر عالٍ من الوعي المعرفي الذي مكنه اليوم من تجاوز الانخراط في فتنة الأهواء والاحقاد الشخصية، وجعله قادراً على إفشال محاولة الانقلاب على الشرعية الدستورية، ولكنه من رفض الدعوات القبلية والمناطقية والقروية والمذهبية، وتمكن الشعب اليمني بفضل الله ثم بفضل ذلك الوعي المعرفي من الحفاظ على وحدته الوطنية وفوت على أصحاب المشاريع الصغيرة مخططاتهم التشطيرية واثبت للعالم قدرته على الحفاظ على يمن واحد موحد وآمن مستقر. إن يمن اليوم بأمس الحاجة إلى العناصر الوطنية التي طلقت المصالح الضيقة وغلبت المصالح العامة للبلاد والذين اثبتت الأحداث والأزمات ولاءهم لله ثم للوطن والثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر والوحدة اليمنية المباركة، فلتتكاتف الأيدي من أجل بناء الوطن بإذن الله .