لقد بات من المعروف لدى العامة والخاصة في يمن الإيمان والحكمة أن من يغلب الصالح العام على مصالحه الذاتية هو من يستحق الثقة ، على اعتبار أن تغليب الصالح العام على الصالح الخاصة دليل على الإيمان بقدسية التراب اليمني ، ودليل على الشعور بالمسئولية تجاه الشعب وعندما تظهر بوادر الشعور بالمسئولية تجاه الشعب يصبح الفاعل ملك الكافة الذين يمنحوه الثقة ، لضمان تحقيق الرضى والقبول الشرط الأساسي للاستقرار السياسي. لقد برهنت الأحداث السياسية على مدى التاريخ أن النزعات الذاتية والفئوية والسلالية والمناطقية والقبلية والمذهبية والقروية أمراض مزمنة في نفوس بعض القوى التي لاتؤمن بالمشاركة السياسية للآخر بقدر ميولها للفكر العنصري الذي يخلق الفوضى والتخريب ، ولأن أصحاب هذه الدعوات العنصرية المعقدة يضمرون الشر للآخرين فإنهم يظهرون غير ما يبطنون ، ويفعلون غير ما يقولون ، ولذلك فإنهم مفضوحون أمام الشعب ولم يعد من الصعب اكتشاف أصحاب المنافع والأهواء الخاصة. أن الأحداث الأخيرة في الساحة الوطنية قد فضحت بجلاء أصحاب المنافع والأهواء والأطماع وعرت أصحاب الشعارات وبينت للشعب من يستحق الثقة ومن لايستحقها ، ومن مع الشعب ومصالحه العليا ومن هو مع نفسه ومصالحه الخاصة ، ومن هو مع الفئوية والسلالية والمذهبية ومن هو مع المناطقية والقروية ، ولم تعد الأمور بعد ذلك المشهد السياسي الذي اسقط الأقنعة وبيّن الأمور على حقيقتها الناصعة خافية على احد على الإطلاق. لقد تمكن الشعب من كشف المخططات العدوانية على الوحدة اليمنية ، وأدرك بما لايدع مجالاً للشك أن القوى الكيدية من أصحاب المنافع والمصالح الخاصة وأصحاب الأفكار الظلامية والنزعات الإرهابية والانفصالية والأحقاد الشخصية قد تحولت اليوم إلى أدوات طيعة لتنفيذ المخطط العدواني على السيادة والوحدة اليمنية ، لأن هذه القوى لايهمها وحدة وسيادة اليمن بقدر مايهمها تحقيق مصالحها الخاصة والانتقام من شعب الإيمان والحكمة ، وبات اليوم على الشعب كافة الوقوف في وجه العدوان على الكرامة والعزة اليمنية من خلال تشكيل الاصطفاف الوطني الواسع من أجل مواجهة التحديات والحفاظ على الوحدة اليمنية والأمن والاستقرار بإذن الله .