تأتي الأحداث بالعبر والعظات التي ينبغي النظر إليها بعين الحكمة ونفاذ البصر وعمق التأمل وقوة الإيمان، بهدف دراستها دراسة واقعية وموضوعية وعلمية من أجل تحقيق النفع العام، وجلب المنافع للناس كافة ودرء المفاسد عن الناس كافة، وعند الانتهاء من المتابعة لذلك الحدث ودراسته ينبغي الوقوف بأمانة ومسئولية أمام النتائج التي أسفرت عن تلك المتابعة والدراسة ، وقبل الشروع في وضع التوصيات ينبغي تحديد الخيارات والبدائل ومحاولة التنبؤ بما قد يحدث في حالة العمل بتلك التوصيات والتوقع الموضوعي والعلمي للنتائج ، والتعرف على خلفية العوامل المؤثرة والإفصاح بدرجة علمية عن الآثار التي قد تحدث نتيجة لتوصية ما أو بديل ما، ولا يجوز أن توضع التوصيات جزافاً، أو تلبية لمطالب شخصية بحتة. إن الاستفادة من الأحداث أياً كانت لا تأتي بالمحاكاة والتقليد والاندفاع غير المحسوب أو الرغبة في تحقيق الانتقام أو التشفي لأسباب شخصية أو فئوية أو طائفية أو عنصرية أو سلالية أو مناطقية أو قبلية، بل ينبغي أن تكون الاستفادة أو الاتعاظ بما يحقق الخير العام ويصون السلم الاجتماعي ويصون الإرادة الكلية للشعب، ولا يجوز بأي حال من الأحوال التسرع في إسقاط الأحداث على المواقع المحلي، ولا يفعل ذلك إلا أصحاب الأهواء والنزوات العدوانية ، الدين فقدوا مصالح معينة ، ويرون في حدث ما؛ فرصة للتشفي والانتقام ، بعيداً عن الشعور بأمانة المسئولية أو التفكير في حجم الآثار السلبية على المجتمع، وهنا ينبغي العودة إلى منطق الحكمة وتحكيم العقل وتفعيل البصيرة وتسخير كل ذلك للصالح العام. إن إصرار البعض من القوى السياسية على السير في الاتجاه المخالف للحكمة والعقل والإيمان يدل دلالة قطعية على حالة الصلف والأنانية الذاتية والرغبة الجامحة في تدمير المجتمع وهدم مكونات البناء، وهذا التصرف الغوغائي ينبغي الوقوف أمام أصحابه وتوضيح الحقيقة للناس كافة ومراجعة المندفعين الذين لم يجدوا كوابح معقولة لاندفاعهم وتهورهم وعدم إيمانهم بالمصالح العامة وسلامة المجتمع ، وهنا يأتي دور المستنيرين والحكماء والعقلاء لإجلاء الحقيقة ووضع الكوابح التي تعزز الوحدة الوطنية وتصون السلام الاجتماعي وتحمي المنجزات وتصون الكرمة الإنسانية، وتقضي على بواطن الفتن بإذن الله.