الوحدة أغلقت ملفات الماضي.. والديمقراطية أساس التداول السلمي للسلطة - متابعة فهيم العبسي .. نظمت جامعة عدن حلقة نقاشية بعنوان«في سياق دفن ملفات الماضي 13يناير.. الدروس والعبر و ذلك بمشاركة العديد من الشخصيات الأكاديمية والثقافية بالمحافظة وفي بداية الحلقة القى الأخ/عبدالكريم شائف كلمة أشاد فيها بدور جامعة عدن لاقامة هذه الحلقة النقاشية بمناسبة مرور عشرين عاماً على أحداث 13يناير المشئومة وهي مناسبة للاستفادة منها كدروس وعبر سواء للسياسيين بمختلف توجهاتهم أو الشباب وأجيال الحاضر والمستقبل الذين ينبغي أن يتعرفوا على خلفيات هذه الكارثة التي حلت بالبلد في لحظة من عدم الحكمة وبسبب غياب الديمقراطية والتكتلات المناطقية والقبلية واللجوء للسلاح كوسيلة لحسم الخلافات وأضاف قائلاً: ان المرء عندما يتذكر ماحصل صبيحة الثالث عشر من يناير عام 1986م ويتذكر زملاء الدراسة والعمل والمثقفين والشعراء منهم المحامون الذين لقوا حتفهم والعدد الكبير الذين تم تصفيتهم ووصل الأمر إلى حد التصفية بالبطاقة الشخصية. لذلك ينبغي أن نقف أمام هذه الأحداث ليس للتشفي أوالتذكير بالمآسي أونبش الماضي بل للبحث والدراسة والتقييم حتى لايتكرر 13يناير آخر حيث كان الحدث نقطة سوداء في تاريخ العمل السياسي وتاريخ اليمن الحديث. وأضاف الأخ/شائف بالقول: إن حكمة القيادة السياسية قدمت نموذجاً وسلوكاً غير مسبوق في حياتنا وهي العفو العام عن الخصوم والعفو عن المحكومين قضائىاً واتباع سلوك الحوار والحفاظ على القوى السياسية الأخرى واحترام الاختلاف معها وهي دروس ينبغي الاستفادة منها وترسيخها حيث كان فخامة الرئىس/علي عبدالله صالح من الزعامات والرؤساء القلائل في العالم الذين أقدموا وبكل شجاعة على خطوات جريئة على هذا الصعيد وهو مايسجل صفحة ناصعة في تاريخ اليمن الحديث ،كما أن الديمقراطية هي السبيل الوحيد لتجنب الوقوع في مثل تلك الكارثة وأن أسلوب الدجل والقتل وقوة السلاح أوالقبيلة أوالطائفة لاتأتيان إلا بالأخطاء والمآسي والظلم. استخلاص العبر والدروس من جانبه أشار الدكتور/عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن بالقول: أن الحديث عن أحداث 13يناير 1986م ليس بقصد الوقوف عند الحدث وإنما بقصد المراجعة والخروج بالعبرة والدروس الموضوعية والمسئولة.. كما يأتي مراجعة هذا الحدث لمعرفة هل أصبح لدينا اليوم من العمل المؤسسي المحصن بالشرعية الدستورية مايحول دون تكرار هذا الحدث وأود أن أشير إلى أن بلادنا اليوم بنهجها الديمقراطي وتجاوزها الكثير من المراحل ،فلدينا اليوم من العمل المؤسسي والمشاركة والحوار مايجعل أحداث يناير ،ليست هناك أي رحم لاعادة تخلق مثل تلك الاحداث. كما أن هذا الحدث يعد واحداً من الاحداث التي تمثل محطة في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر ،ولايمنك تجاوزها وإنما نريد بذلك أن نشير إلى أن هذا الجزء من واقع التاريخ قراءته اليوم ليس بنبش الماضي أوإثارة ماكمن من حزازاته وحرقاته وإنما بهدف استخلاص العبرة والعمل على نشر ثقافة الديمقراطية وتحصين العمل السياسي بالعمل المؤسسي والدستوري بما يحول دون اللجوء إلى السلاح في حل المشاكل والخلافات وبما يحول أىضاً دون استنبات بؤر الصراع التي تؤدي إلى الانفجار وإلى الدماء وهذا هو الغرض العام الذي تستهدف الجامعة من خلال قراءة هذا الحدث وقد تمت دعوة المهتمين بالشأن العام ومن تتوفر لديهم القدرة على قراءة الحدث والخروج بالتوصيات التي من شأنها أن تعمل على عدم العودة إلى لجوء المجتمع بمؤسساته المختصه والمعنية إلى حمل السلام مرة أخرى. التعامل الموضوعي مع الحدث كما أشار الأخ/أحمد الحبيشي رئيس تحرير صحيفة 14اكتوبر إلى أن الهدف من اثارة موضوع بحجم ومعنى احداث 13يناير هو للعبرة والدروس فلانستطيع أن ندفن ملفات لأن هناك ضحايا لهذه الملفات وهناك وسائل قانونية لاغلاقها ولكن نحن بحاجة للتعامل مع هذه في اطارها الموضوعي. فما حدث في 13يناير1986م من مجازر هي نتاج ثقافة قمعية تصفوية اقصائىة شمولية معادية للتعددية وهذه الثقافة ليست نتاج صناع الحدث وإنما ثقافة موجودة في تاريخنا السياسي كالحرب الأهلية التي حدثت عشية الاستقلال بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وإقصاء أحد الأطراف في العملية الوطنية في تلك الفترة ،كما أنها كانت وراء أحداث أغسطس 1968م في صنعاء والتي تم فيها القتل ليس على الهوية ولكن باللهجة وتم فيها تنفيذ مجازر جماعية راح ضحيتها أشرف قادة الثورة اليمنية المدافعين عن النظام الجمهوري. ينبغي أن نعلم أجيالنا الحالية ضرورة نقدها بعقل نقدي وضرورة التسلح بالقيم الإنسانية التي يجب أن نتعلمها من نتائج هذه الثقافة في كيفية العيش بالتسامح وحرية الاعتراف بالآخر وكيفية أن نضع اطاراً للتعددية والتنوع والاختلاف. فإذا مااردنا أن نتحدث عن أحداث 13يناير يجب ألا نتحدث بخطب سياسية أونزعات ثأرية أوتصفية حسابات سياسية لأن كل الذين شاركوا في هذه الأحداث ليسوا إبرياء سواء كانوا قتلة أوضحايا ولكن الجميع كانوا ضحايا لثقافة شمولية قمعية وإقصائىة وهذه الثقافة في اعتقادي إننا استطعنا دفنها في ال 22 من مايو 1990م عندما ارتبطت الوحدة بالديمقراطية والتعددية والتنوع، لذلك علينا حماية هذا الإنجاز وبناء ثقافة سياسية جديدة تبعدنا عن اجواء القمع والاقصاء وتصفية الحسابات، ثقافة تخلق في حديقة حياتنا ملفاً جديداً ينشأ في ظله ابناؤنا واحفادنا ان شاء الله. قراءة البدايات الأولى للاحداث كما تحدث ايضاً الأخ/ أيمن محمد ناصر - رئيس تحرير صحيفة الطريق حيث قال.. ان أي محاولة لمقاربة فهم ماحدث في 13 يناير 1986 لن يكتب لها النجاح مالم تقرأ البدايات الأولى للعنف والتصفية التي تكرست كثقافة وكمفهوم منذ الحرب الأهلية عشية الاستقلال 1967 و 22 يونيو 1969 وما احداث يناير الا تراكم لكل تلك النزاعات التي حدثت من قبل لذلك نتمنى من هذه الحلقة الخروج بتوصيات عقلانية وموضوعية من ضمنها ترسيخ ثقافة التسامح ولكن لها شروطها أولاً الكشف عن الحقائق وان من كان في موقع المسئولية واتخذ قرارات بهذا المستوى أو ذاك عليهم ان يتنحوا وان يتركوا الفرصة لغيرهم. صياغة المفاهيم المرتبط بالحدث فيما يرى الدكتور/ أحمد غالب المغلس ان يتم بلورة احداث يناير وتحويلها إلى دروس وعبر تربوية يتعلمها الأجيال على الا تكون هناك عودة إلى مثل هذه الاحداث الدموية التي لاتبقي آثاراً لأحد بالاضافة إلى اعادة صياغة المفاهيم الثقافية حول احداث 13 يناير وتغيير بعض المفاهيم الثقافية المتراكمة عن هذا الحدث.. واضاف الدكتور/ المغلس :ان اليمن الجديد يستدعي اغلاق الملفات الدموية ومعالجة القضايا بعيداً عن الحساسيات والمحاكم والمشانق. منوهاً إلى انه رغم تلك الأحداث لكنها لم تخرج عن أن الجميع كان لديهم استعداد دائم وهاجس لاينقطع عن الوحدة اليمنية التي ننعم بها اليوم بكل كانت هي ميثاقهم وثقافتهم وكل الاطراف السياسية في الساحة كانت تؤمن بالوحدة اليمنية كخيار لا كهروب. محطات سوداء فيما أشار الأخ/ هشام باشراحيل - رئيس تحرير الايام بالقول: ان المحطات السوداء كثيرة جداً واحداث 13 يناير احدى هذه المحطات واذا اخذنا التاريخ من 1900 على سبيل المثال ستكون لدينا دراسة علمية اكاديمية بحثية لذلك هذه المحطات السوداء خلفت آثاراً نفسية ومزقت أواصر العلاقات الاجتماعية بين الناس وخربت السلام الاجتماعي لذلك ينبغي على الجامعة أن تتبنى اقامة ندوة عالمية يشارك فيها الخبراء من البلاد العربية والصديقة والمنظمات الدولية من اجل الخروج بفوائد عن هذه المحطات السوداء، لأن هذه المحطات البعض منها استخدم فيها الرصاص والبندقية والمدفع وبعضها لم يستخدم فيها البندقية والمدفع ولكن نتائج هذه المحطات واحدة سواء أكانت بالبارود أم كانت في «البطولة» والوظائف. فيما قال الزميل/ نجيب يابلي انه ينبغي ان لاتوظف احداث يناير لحسابات سياسية للتشهير أو النيل ولا ينبغي ان تحجم النظام السياسي الذي كان قائماً في الجنوب أو توصف قياداته بأنهم قطاع طرق. كانت هناك جهود يمنية عبر لجان وحدوية مشتركة من عام 1972م إلى 1990م مارست هذه المهام وكان آخرها اتفاق 20 نوفمبر 1989م لذلك ينبغي ان نحاسب لهذا المحظور فان شوهنا فان ذلك يعني اننا نشوه انفسنا. قضية حقوقية فيمايرى الأخ/ عبدالله ناجي علي انه ينبغي التفريق بين وجهة نظر السياسيين ووجهة نظر الحقوقيين وقال «ان السياسيين يقولون عفا الله عن ماسلف بينما لغة العصر هي لغة حقوق الانسان بمعنى ان من حق السياسيين ان يطرحوا آراءهم ولكن الحل الجذري لهذه القضية هي قضية حقوقية ذهب بها ضحايا وكوادر، وفي اعتقادي انه لولا الظروف الاقتصادية المتردية لخرج الشعب في الجنوب يطالب بإظهار الملف إلى السطح، فالظروف الاقتصادية جعلت المواطنين ينشغلون بظروف ثانوية بينما هذه قضايا سياسية. ويرى الأخ/ عبدالله ناجي أن حل هذه المشكلة يبدأ بوضع خطة للتعاطي معها وذلك بالتنسيق مع منظمات حقوق الإنسان على أن ترصد لهذه الخطة مبالغ كبيرة من المال لتعويض الضحايا واعادة اعتبارهم. العامل الخارجي وراء الصراع السياسي اما الدكتور/ هشام السقاف فقد اشار في مداخلته إلى ان العامل الخارجي كان وراء الصراع السياسي في اليمن بمافي ذلك احداث 13 يناير فما كان يحدث في الكرملين كان ينعكس مباشرة على عدن لذلك اذا أردنا ان نصد الابواب عن أي تأثيرات خارجية ينبغي ان تكون هناك بنية اقتصادية قوية وديمقراطية مؤصلة فلو كانت الديمقراطية موجودة في 1967م لما أقصي الناس من وظائفهم ولماهجرت الكوادر والخبرات اليمنية إلى الخارج.