أي تفكير لايقترب من الناس وهمومهم وتطلعاتهم لايعبر عن الرغبة في خدمة الشعب, وأي تفكير لايحترم الإرادة الكلية للشعب يعد عدواناً ولايقبله الشعب مطلقاً, وأية نظرة عنصرية أو مناطقية أو قروية أو سلالية أو قبلية لايمكن أن يُكتب لها النجاح في بلاد الإيمان والحكمة, وأية نزعة فردية تسلطية أو استغلال أو ابتزاز لايقبلها الشعب بأي حال من الأحوال, وقد أثبتت تجارب التاريخ كل ذلك. إن المشهد السياسي اليوم في بلاد الحكمة يجدد الرفض المطلق لأصحاب النزعات العنصرية والسلالية والمناطقية والشللية والقبلية, ولايقبل إلا بمن وجد فيه إرادته الكلية التي تلامس همومه وتطلعاته وتحافظ على قداسة تاريخ الشعب اليمني وترفض الإساءة والانحراف الأخلاقي, والانحطاط الفكري والسلوك الهمجي والفعل الإرهابي, والاستهداف لمقدرات الوطن ورموزه. إن واقع اليوم برهان على صدق التاريخ ونقاء حقائقه وعظيم عبره وعظاته, وعلى الذين يجهلون التاريخ اليمني أن يعودوا إلى مدرسة التاريخ السياسي اليمني ليبحثوا في دررها وكنوزها, وسيجد الباحثون المنصفون الموضوعيون حكمة وإيمان أهل اليمن وعظمة أمجادهم, سيجد الباحثون عن الحقائق وجوهرها نقاء اليمنيين وصفاء نفوس ورقة أفئدتهم ولين قلوبهم وعظيم فكرهم وسر حضارتهم وتقدير العالم لهم, وفوق ذلك كله سيجد الباحثون أهل اليمن دائماً معتصمين بحبل الخالق جل شأنه شديدي التمسك بالأوام،ر شديدي البعد عن النواهي, وإن ظهرت فيهم عناصر شاذة إلا أنها في نهاية المطاف لاتعبر عن العمق الإيماني والحضاري ولايعبر عن ذلك إلا السواد الأعظم من أبناء الشعب. إن الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه هو الأمر الذي التزمته الحكمة اليمانية منذ فجر التاريخ, ولذلك كله تكفل الله سبحانه وتعالى برعاية اليمن وأهلها وتجنيبهم الشرور والفتن ومن حاول الكيد لليمن أو التآمر عليه كفى الله اليمن شره ورد كيده في نحره وشغله بنفسه وفضح الله أمره على الملأ, فهل حان وقت الحكمة اليمانية للخروج من النفق المظلم الذي صنعه أصحاب الرؤى الضيقة والمنافع الخاصة والطموحات غير المشروعة؟ نأمل ذلك بإذن الله.