من الذي يرفض الحوار ؟ لابد أن يدرك الرأي العام أن الذي يرفض الحوار إما جاهل أو متحجر الأفكار أو فاسد أو صاحب مشروع لايقبل به الآخرون ويريد فرضه بالقوة على المجتمع ، أو فاشل لم يستطع إقناع الآخرين بما لديه من أفكار ورؤى أو لديه وهم في قدرته على استعباد الناس وجعلهم مجرد عبيد ليس لهم رأي ولا حق المشاركة ، أو قاطع طريق وقاتل النفس المحرمة ، وجميع هذه الأصناف فاسدة لاتقبل بالحوار لأنها تدرك بأنها على خطأ ولذلك تصر على ذلك الخطأ . إن من يقول: قال الله وقال الرسول عن إيمان وقناعة وإخلاص ، لايمكن أن يرفض الحوار ، لأن الحوار اعتصام بحبل الله والتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه ، ولذلك فإن صفات المسلمين المؤمنة حقاً إيمانهم بالحوار والتزامهم بمقتضيات الحوار ونتائجه، ولذلك ينبغي أن نفرق بين من يزايد باسم الدين والدين منه براء وبين من يؤمن إيماناً عميقاً بالله رب العالمين فالأول يجعل من الدين وسيلة للوصول إلى أهدافه الشخصية والثاني يجعل من السياسة وسيلة للوصول إلى مايرضي الله ويحقن دماء المسلمين ويعزز وحدة الصف ويصون الأعراض ويمنع انتهاك الحرمات وهتك الأعراض ، لأن الدين غاية وهدف ولأن فيه رضا الله الخالق جل وعلا . وإن الأزمة السياسية بقدر مافيها من العذاب إلا أنها أظهرت قوة الإيمان بالله لدى السواد الأعظم من أبناء الشعب الذين أدركوا أن اليمن بكله مستهدف داخلياً وخارجياً وأن الأعداء قد تكالبوا عليه ، وأن أعداء الوحدة والأمن والاستقرار والإنسانية قد استخدموا كل وسيلة عدوانية للقضاء على اليمن وتدمير مكتسبات الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ووحدته المباركة ، ولذلك كله فقد لجأ الشعب كله إلى الاعتصام المطلق بحبل الله المتين وحافظ على وحدته وأمنه واستقراره وشرعيته الدستورية ، لأنه يرى بنور الله فكان الله مع الشعب ، ولأن الشعب كذلك فقد فضح المزايدين والمتآمرين ورد الله كيد الكائدين في نحورهم وقد حان الوقت لصوت العقل والإيمان داخل اللقاء المشترك ليقول كلمته بعد هذا العذاب الذي صنعه المغرورون داخل اللقاء المشترك، فالحوار هو السبيل الوحيد من أجل الوصول إلى القاسم المشترك بإذن الله.