إن المبصرين بنور الله هم وحدهم الذين يسعون لإعمار الأرض بالخير والصلاح ، ويواجهون الشر والفتن ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يخشون في الله لومة لائم ، وهم وحدهم الذين ينطبق فعلهم مع قولهم وظاهرهم مع باطنهم ونوياهم مع الخير والرشاد ، وهؤلاء هم الذين يجعلون الدين الإسلامي غايتهم لأن فيه رضى الله سبحانه وتعالى ويجعلون كل شيء في الكون وسيلة من أجل تحقيق الخير والصلاح وهم الذين يطوّعون السياسة لخدمة الدين ولا يتجاوزون حدود الله، ولا يختارون من كتاب الله مايتفق مع رغباتهم الضيقة، لأنهم طلّقوا الرغبات العدوانية والذاتية واتجهوا نحو الإرادة الإلهية . أما المبصرون بنار الشيطان وبهرجة الهوى وطعم الملذات والمنكرات فإن سلوكهم يختلف تماماً عن الفريق الأول لأنهم يسعون لإفساد الأرض وزرع الشر وإشعال نيران الفتن ، ويواجهون الخير ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ، وهم فوق ذلك كله يظهرون الرحمة ويبطنون العذاب ويجعلون الدين مجرد وسيلة للوصول إلى غاياتهم الشيطانية والعدوانية ويؤمنون إيماناً قطعياً بأن الغاية تبرر الوسيلة لأنهم ربطوا غايتهم بالشيطان. إن من يسلك طريق الشر والعدوان بات اليوم واضحاً ولا يمكن ان يتستر خلف دين أو يرتدي قناعاً يمكن ان يحجب حقيقة فعله وعواقب أشراره على الإطلاق، لأن الناس اليوم وخصوصاً في بلد الإيمان والحكمة ( اليمن) قد تشبعوا بجوهر الدين الإسلامي وتربوا على أصوله منذ اللحظة الأولى لظهور الإسلام، وكانوا النواة الأولى لدولة الإسلام، ولذلك لا يمكن ان يزايد عليهم أحد باسم الدين لأن الإسلام حياتهم. إن الإصرار على فعل الشر باسم الدين أمر في بلاد الإيمان والحكمة بات مرفوضاً جملة وتفصيلاً وان محاولة الانقلاب على القيم والمُثل والثوابت تحت أقنعة مختلفة لم يعد مقبولاً في اليمن لأن اليمنيين يدركون ان التداول السلمي للسلطة هو جوهر الإسلام ومن يحاول الانقلاب على الشرعية الدستورية لاقبول له وعليه العودة إلى جادة الصواب، لأن اليمنيين أقوياء الإيمان بالله وقد جعلوا من وحدتهم عبادة لله وأصبح الحفاظ عليها ديناً فليبادر الجميع إلى كلمة سواء بإذن الله .