التناقض المريع والمزعج الذي بلغ مبلغاً خطيراً وطال القيم الدينية والوطنية وتجاوز حدود الإنسانية لم يعد اليوم خافياً على أحد على الإطلاق, بل إن القوى السياسية التي تعيش هذا التناقض الفاجع تجعل منه وسيلة لتبرير الغاية العدوانية التي تترتب على تلك الأقوال والأفعال الغوغائية والهمجية التي لاتمت بصلة إلى أصالة الإنسان اليمني وإيمانه المطلق بالإسلام عقيدة وشريعة, والأكثر من ذلك الفجور الجائر أن تلك القوى الظلامية تفاخر بالانقلاب على الثوابت الدينية والوطنية والإنسانية وتدفع بمن سلموا عقولهم لغيرهم لطرح التبريرات الأكثر فجوراً وعدواناً. إن المشهد السياسي اليوم بات عارياً من كل ستار وخالياً من كل قناع, لأن الستار الذي تسترت به القوى الكيدية قد تبرأ منها ولم يعد قادراً على ستر الفجور في القول والفعل, الأمر الذي أسقط الأقنعة التي تخفي خلفها دعاة الإثم والعدوان اللاهثين خلف المنافع السلطوية التي تنمي حالة الجشع المادي الذي تربى عليه النفعيون المصلحيون الذين يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة, ولأن كل ستار قد اهترأ وكل قناع قد سقط, وكل مزيف قد اتضح على حقيقته, فقد كشرت أنياب وزمجرت عيون من أجل البقاء واعترف المزمجرون بأن ما تستروا به في الماضي لم يكن سوى وسيلة للوصول إلى فرض القوة لاستعباد واحتقار المجتمع وتدمير المبادئ والقيم. لقد ظن الكيديون الماكرون أن إظهارهم لحقيقة حالهم وتناقض أقوالهم وأفعالهم بعد كل ماحدث سيخلق حالة من الرعب والخوف ويرهب الناس كافة ويجعلهم يخضعون ويذعنون لإرادتهم العدوانية, لأن ذلك الإرهاب والعنف الذي مارسوه خلال الفترة الماضية سيرسم صورة مخيفة في أذهان الناس ويجعلهم يستسلمون للطغيان والفجور, ولم يدركوا بأن اعتصام الناس كافة بحبل الله المتين قد جعلهم أشد قوة وأعظم صلابة وأقدر مواجهة فخاب ظنهم وضاع حلمهم لأنهم سلكوا طريق الشيطان ونسوا طريق الرحمن. فلابد بعد هذا العراء الفاحش والفاجع من صلاح وعودة جادة إلى جوهر الإسلام ونهوض شامخ وانطلاق موفق في طريق الخير والسداد, بإرادة فولاذية تستمد القوة والعزة والمنعة والحماية من الله رب العالمين, ولايمكن أن يفت كل ذلك الإرهاب والزيف والمكر والخداع في عضد اليمنيين على الإطلاق, وسينطلق الجميع صوب البناء والإعمار وستنتهي قوى الظلام والجهل بإذن الله.