الهم الوطني لايأتي من الأنانية والذاتية أو الجهوية وإنما هو الشعور المطلق تجاه الوطن بكل مكوناته الجغرافية والبشرية بالمسئولية المطلقة المؤرقة للإنسان الوطني ، بمعنى أن المحرك الأساسي لتصرفات الإنسان هو الوطن بحيث يصبح كل أذى يمس الوطن هماً وأرقاً يوقظ حياة الإنسان الوطني . إن التأمل في تصرفات بعض القوى السياسية يبعث على الأسى وينذر بالخطر الماحق ، لأن أفراد تلك القوى الذين تربوا على عدم الشعور بالهم الوطني ، لم يعد يهمهم مايتعرض له الوطن من المؤامرات والتحديات الخطيرة ، بل أن بعض القوى باتت خطراً على الوطن بأقوالها وأفعالها العدوانية ، الأمر الذي يحتم على كل وطني غيور على الوطن أن يكون حذراً من زخرف القول الذي تطرحه تلك القوى التي باعت ضميرها للشيطان وبات همها خدمة أعداء الوطن. لقد لمست من بعض القوى السياسية خطراً على وحدة الأرض والإنسان والدولة وقد بان ذلك من حالة العبث الفكري الذي تروج له تلك القوى بين أفرادها ومن ذلك أباحت كل شيء في سبيل تحقيق غاية تلك القوى الخاصة،وأصبح بعض من كنا نظنهم عقلاء يبررون تلك الأقوال والأفعال ويخدعون البسطاء من الناس بالكلام المعسول،ولم يقف عاقل في وجه ذلك الفعل المجرم، بل الأكثر من ذلك يحاولون تمرير تلك التبريرات بالقوة ومن لم يقتنع يلفقون له التهم ويسومونه سوء العذاب . إن المرحلة الراهنة تحتاج إلى تكاتف كافة أبناء الوطن من اجل تجاوز المؤامرات والتحديات وتفويت المشاريع العدوانية، وتحتاج إلى الكلمة الصادقة وعدم السماح لمن يريد أن يسمم الأفكار بالهوى الشيطاني، وأن يدرك الجميع بأن القوى والمنعة لايمكن أن تتحقق إلا بوحدة الأرض والإنسان والدولة،وأن القوى العدوانية التي تريد أن تفرض نفسها على الوطن بالقوة لاقبول لها، لأن الشعب صاحب المصلحة ومالك السلطة ولن يقبل إلا بالإرادة الكلية للشعب بإذن الله.