لم يدرك الكثيرون أن المؤامرات الخارجية قديمة على اليمن ,وأن الذين لايروق لهم رؤية اليمن موحداً كثر , وأن أولئك يتحينون الفرص للانقضاض على اليمن وتحقيق رغباتهم العدوانية الاستعمارية ,ولم يدرك الكثيرون بأن الفتن والمشاكل الداخلية هي البوابة الرئيسية التي يمكن أن يدخل منها العدو لغرض السيطرة والهيمنة على مقدرات الأمة العربية والإسلامية ,وقد استغرب من البعض الذين يدركون عين الحقيقة ومع ذلك يصفقون للاستقواء بالخارج ,وكأنه يدعو لجلب المصائب إلى بلاده, ولاتهمه النتائج ولايهمه مستقبل البلاد والعباد ,والأكثر من ذلك يتحول البعض من الذين يدركون خطر المؤامرات الخارجية إلى لسان حال يستجدي ويستعطف القوى الأجنبية إلى بلاده دون تقدير إلى أن ذلك عار على من فعل. إن احرار اليمن عبر مراحل التاريخ قد قدموا نماذج من الوفاء للأرض والإنسان ,واخلصوا لقدسية التراب اليمني وقدموا الغالي والنفيس في سبيل حرية الوطن والمواطن ,ولذلك صنعوا تاريخاً يجلّه العالم بأسره ,ولم يسجل التاريخ مواقف التنكر لقدسية التراب اليمني من أجل المنافع الشخصية والذاتية على الاطلاق, بل إن الأوائل من صنّاع المجد اليماني قد آثروا السيادة والكرامة والعزة والمنعة والقوة للوطن على منافعهم الشخصية. إن المشهد السياسي الراهن بقدر مافيه من العناء والقلق على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته بقدر مافيه من المعاني والدلالات الكبرى التي أفرزت أصحاب المنافع الذين يغلبون مصالحهم ومنافعهم الخاصة جداً على مصالح البلاد والعباد ,الذين بات همهم الوحيد الوصول إلى السلطة من أجل الثروة والتسلط على رقاب الناس وبأية وسيلة ,وأفرز المشهد السياسي العظماء والشرفاء الذين يغلبون مصالح البلاد والعباد على مصالحهم ولكم أن تتصوروا عظمة ومجد الشرفاء الذين جعلوا الوطن ومصالحه فوق كل اعتبار ومكانة أصحاب المصالح الضيقة ولكم التقدير بإذن الله.