الحماقة وقصر النظر من المعيقات لدى بعض القوى السياسية التي تجعل الغاية تبرر الوسيلة، ولذلك فأن البعض سيظل كما هو ولا يمكن أن يستفيد من دروس وعبر الحياة السياسية، لأنه لا يجيد أكثر من ذلك، ومن أجل ذلك فالفشل يلاحق ذلك البعض، والشيطان يكمل ما بقي من العقل، ومع هذا وذاك فأن الحياة الإنسانية بكل قيمها الجميلة التي تعزز روح الحوار والتفاهم وتقود إلى خير الإنسانية ستتجاوز ذلك البعض الذي لا يعرف في الحياة غير الشحناء والبغضاء والحقد والكراهية ولا يدرك من حياته غير نفخ الكير وصب الزيت على النار ليزداد لهيبها فيحرق نفسه بنفسه ويقضي على ملامحه الإنسانية. إن الحوار الوطني بوابة المعرفة الإنسانية وطريق النبلاء والشرفاء الذين هذّب الإسلام الحنيف عقولهم ونفوسهم وصفّى قلوبهم ونوّر دروبهم، وشعبنا اليمني لا يزايد عليه أحد، فقد ارتضى الإسلام منهجاً وشريعة وكانوا هم البذرة الأولى لهذا الدين القويم والخاتم، ومن يحاول المزايدة أو الادعاء فليثبت لنا قدرته على الفهم السليم الذي يخدم الدين والوطن والإنسانية كافة من خلال الحوار الوطني الشامل. إن الحوار طبع الكرام، ومنهج العظماء، وعنوان الاحرار، وقد برهن اليمنيون النبلاء والشرفاء منذ وقت مبكر بأن الحوار أفضل وأعظم وسيلة لحل الخلافات، وعززوا ذلك القول بأفعال ومواقف لا يمكن أن يغفلها التاريخ على الإطلاق، لأنها دليل على قوة التمسك والاعتصام بحبل الله المتين وعلى قوة التمسك بقدسية تراب اليمن العظيم وعلى العمق الإنساني الذي تحلى به أولئك النبلاء وقالوا بالحوار منذ وقت مبكر. إننا اليوم أمام بوابة الألق اليماني الذي سيصنعه اليمنيون الأحرار ليضيفوا صفحة جديدة إلى المجد والعز بروح الولاء والإخلاص ليمن الثاني والعشرين من مايو 1990م، الذي استطاع فيه أحرار اليمن أن يصنعوا صفحة العز والقوة والمنعة لإنسان اليمن المعاصر.. ونحن اليوم أمام اختبار حقيقي ليعرف العالم بأن اليمنيين المستنيرين قادرون على إنجاز الإضافة النوعية في إعادة تجميع عناصر القوة من أجل بناء اليمن الواحد الموحد بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك