الخطوة التي انتظرها الخيرون ونادوا بها منذ وقت مبكر انطلقت في العاصمة التاريخية والسياسية للجمهورية اليمنية في 18مارس الحالي، وكان لانطلاقتها عودة إلى منطق العقل وعين الحكمة، انطلاقة عبرت عن قوة الإيمان وصبر الأشداء الذين لم يكن لهم من هم غير حقن دماء ابناء اليمن وتحديد الطريق الآمن الذي يقود إلى سنة الحياة وهو التغيير بالطرق الديمقراطية التي تحقق الإرادة الكلية للشعب عبر وسيلة وحيدة وهي الانتخابات الحرة المباشرة من خلال صناديق الاقتراع والإيمان المطلق بالتداول السلمي للسلطة. إن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الموعد المحدد إرساء لتقاليد الديمقراطية الشوروية التي تعزز الوحدة الوطنية وتجسد قوة الإرادة الشعبية وتقوي مبدأ التعايش السلمي والقبول بالآخر، من أجل خلق شراكة عملية في صنع قرار المستقبل الذي يتطلع إليه اليمنيون كافة بروح الأمل النسيج ويبرهن من جديد أن الحوار هو جسر العبور الآمن إلى المستقبل المبني على الرضا والقبول أساس الشرعية السياسية التي تعزز الوحدة الوطنية وتجسد سلطان الدولة وقوة الدستور والقانون الذي تصنعه الإرادة الكلية للشعب.. إن الرهان على الحكمة والإيمان الذي راهنا عليه خلال الفترة الماضية كان رهناً مليئاً بالإيمان المطلق بالله رب العالمين، وخالياً من النوازع الذاتية وشديد الحرص على وحدة الكلمة، وعظيم التمسك بأمر الله القائل في محكم كتابه العزيز: { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} ولذلك كله كان صبر الأشداء وحرصهم على الكلمة والفعل الأمين والصادق البعيدين عن الأهواء والنزوات والنزعات غير الإنسانية ، وبات اليوم من نافلة القول أن نجدد ضرورة الدعوة إلى المزيد من التبصر والتعقل وعدم التسرع وجهاد النفس على تحمل المكاره في سبيل اخراج البلاد والعباد إلى بر الأمان والانطلاق نحو استكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة التي يسود فيها الدستور والقانون على كل المكونات الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية دون استثناء لأحد.. إن الآمال التي يعقدها الناس كافة على الحوار الوطني الشامل تجعل المنتدبين للحوار أمام مسئولية عظيمة تحتم عليهم الالتزام المطلق بأمر الله {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} وتدفعهم إلى التفكير في مستقبل الأجيال بعين الحكمة وقوة الإيمان بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك