لقد اتسمت السياسة الخارجية للجمهورية اليمنية بالثبات والهدوء والعقلانية والموضوعية والاتزان والحكمة, ولم تؤثر الأحداث المتسارعة والطارئة على ذلك الاتزان والحيوية والفاعلية, الأمر الذي اكسب اليمن احتراماً دولياً جعل اليمن قادراً على الحركة والتعامل مع دول العالم بحرية وشفافية عالية.. والتزم اليمن مبدأ احترام سيادات الدول, وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير, ولأن اليمن لا يتدخل في الشئون الداخلية للغير, فإنه كذلك لا يقبل بالتدخل في شئونه الداخلية من الغير مهما كان، وقد جعل اليمن المصلحة الوطنية للبلاد والعباد على رأس أولوياته في السياسة الخارجية. إن الثبات والاتزان والعقلانية والحكمة لا تأتي عملياً، إلا من خلال الخبرة العملية القائمة على المعرفة العلمية لمفهوم السياسة الخارجية, وامتلاك العقول المفكرة, التي تتميز بالبعد الوطني الشامل والنظرة العلمية الفاحصة, والحسِّ الثاقب والهمة الوثابة والوفاء المطلق لتراب الوطن وقدسية السيادة الوطنية، والقدرة على ممارسة أصول الدبلوماسية وفنون العمل السياسي الحكيم، الذي يجلب المصالح للبلاد والعباد ويدرأ المضار، ويجنب البلاد والعباد الوقوع في شرك المتآمرين, الذين يحيكون المؤامرات ضد اليمن أرضاً وإنساناً ودولة، وذلك ما تحقق لليمن خلال الفترة الماضية, بفضل الله أولاً, ثم بحكمة الرئيس علي عبدالله صالح المهندس الأول للسياسة الخارجية, ومُفعِّلها, وقدرات القيادات السياسية في الخارجية وكافة العاملين في السلك الدبلوماسي. إن النجاح الكبير الذي تحقق في مجال السياسة الخارجية بات رصيداً زاخراً بالفعل السياسي الإيجابي, الذي جعل الإنسان اليمني يفتخر به في الداخل والخارج, وأن حكمة وحنكة الأخ الرئيس في التعامل مع العالم الخارجي, أضحت مدرسة ينبغي الاهتمام بها, وتدوين تفاعلاتها, والذود عنها من محاولات التشويه, التي يسعى الغاوون لها بسبب حالة الجهل الذي تمكن من عقولهم وحالة الطيش والوهم, الذي يعيشونه بجهالة, أثبتت خلو العقل من المنطق والحكمة وبُعد النظر. إن البعض من غواة السياسة وعديمي المعرفة, يظن أن التعامل مع الدول كالتعامل مع الجمعيات الجمعيات ولم يدرك بأن السياسة الخارجية بحر لا يدرك قراره إلا الذين يتمتعون بالبعد الوطني, والقدرة على تحديد الأهداف الكبرى للسيادة الوطنية, والذين ينظرون إلى الوطن أولاً وينسون مصالحهم ومنافعهم الضيقة وأحقادهم الشخصية وأمراضهم النفسية والطموحات غير المشروعة.. فهل يدرك العقلاء أين تكمن مصلحة الوطن؟ ثم يبادرون إلى الفعل الإيجابي، نأمل ذلك بإذن الله.