يظهر أن الذين استمرؤوا الغواية والإصرار على الباطل قد قادهم شيطانهم إلى الإمعان في أذية الوطن , ولأن الأذية قد باتت شغلهم الشاغل فلم يتركوا صغيرة ولا كبيرة من مصالح البلاد والعباد إلا ونالوا منها، بل إن أصحاب الغواية يشعرون بالفزع عندما يتمكن الوطن من تجاوز التحديات ونراهم يسارعون إلى خلق العراقيل وافتعال الازمات والهدف من كل ذلك محاولة ايقاف عجلة التنمية والدس الرخيص من أجل إحداث التذمر والاستفادة منه لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة على حساب الصالح العام. ولئن كان الغاوون قد تمرسوا في تأزيم وتسميم الحياة السياسية فإن على العقلاء والسواد الأعظم من الشعب ان يصدعوا بالقول الحق ويجهروا به دون مراوغة أو مماطلة أو مداهنة أو مكايدة لأن الوقت لم يعد كافياً، فالاستحقاق الانتخابي قاب قوسين أو أودنى ولا يجوز لأصحاب الضمائر الوطنية الحية ان يخلقوا الاعذار للغاوين بل لابد من قول الحقيقة والانحياز إلى مصلحة الوطن. إن المواطن البسيط بات على قدر من المعرفة والإدراك وأصبح يميز بين السمين والغث، وقد تحرر من جور الإملاء والاستعباد، ولديه الجرأة والحكمة الكافية التي تجعله يتخذ قراره المناسب بعد أن لمس الأفعال الهادفة إلى عرقلة عجلة التنمية وتعطيل التجربة الديمقراطية ومسخ الهوية الوطنية وتعريض السيادة الوطنية للخطر، ولذلك فإن على الذين يراهنون على إفشال التجربة الديمقراطية وإعاقة عجلة التنمية في البلاد أن يدركوا بأن الشعب قد شبّ عن الطوق وامتلك قراره، وبناءً عليه فإن واجب التصالح مع الوطن خير للغاوين من السير في طريق الغواية. إن الذين يمارسون التأزيم قد تشبعت عقولهم بالغواية ولا يردهم إلى صوابهم إلا صوت الشعب , وبقي على الذين يسايرونهم أو يجارونهم من أجل المكاسب السياسية أن يسارعوا إلى تحديد موقفهم ويعلنوا انحيازهم إلى الوطن، إن ذلك هو السبيل الوحيد لتجاوز عثراتهم , فهل سيشهد المستقبل هذا الانحياز ؟ نأمل ذلك بإذن الله.