المخلصون لبلدانهم لا يعجزهم الصبر لأنهم من أولي العزم والقوة التي تمكنهم من المصابرة والمثابرة والمرابطة، لأن الأهداف التي يؤمنون بها عظيمة وخالدة، وهي بحجم أوطانهم وبقدسية تراب الوطن وبعظمة أمجاد تاريخهم. ولذلك فإن المخلصين على مر الزمن هم الذين يصمدون في وجه الأعاصير ولا تخذلهم العزيمة ولا يقهرهم الجور، لأنهم أقوى وأصلب من التحديات مهما كانت ومن أية جهة أتت، والأوطان العظيمة هي التي تمتلك رجالاً من هذا النوع يصنعون المجد ويخلد التاريخ ذكرهم ويشكلون قدوة لأجيالهم، واليمن هو الأرض الطيبة التي لا تنبت إلا طيباً بإذن الله مصداقاً لقول الخالق جل وعلا ( بلدة طيبة ورب غفور). ولئن كنا نمر بمرحلة يكاد يختلط فيها السمين بالغث، إلا أن الصواب واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار والباطل بقعة سوداء وسط صفحة ناصعة البياض، بمعنى أن الخير بيّن والشر بيّن، ولا يجوز ان يختلط الأمر ولا يخلط الصالح بالطالح إلا من أدمن على المنكر وأصر على قلب الحقائق وهذا منطق الغاوين الذين استهوتهم الغواية الشيطانية، أما أولئك الذين ينظرون بنور الله فإنهم يستمدون إرادتهم من إرادة الله الذي أمر بالاعتصام بحبله والاجتماع على كلمة سواء تقود الأمة إلى خير الاعمار والاستخلاف. إن الخيرين والمصلحين هم الذين يقولون الحقيقة ويؤمنون بها أما الذين أغواهم الشيطان فإن طريقهم إلى الهاوية ولكننا نؤكد بأن اليمن بخير بالمخلصين فيه الذين يؤمنون بقدسية الوطن وأمنه واستقراره ووحدته بإذن الله.