طغى الحديث في المشهد السياسي على الأفعال السياسية التي ينبغي القيام بها لمواجهة مختلف الظواهر المخلة بالقيم الأخلاقية والدينية والوطنية التي أساءت إساءة بالغة إلى اليمنيين ونالت من عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم الحضارية وشوهت الإسلام عقيدة وشريعة، وأظهرت تصرفات لم يعرفها اليمنيون عبر تاريخهم الطويل، وأثارت عامة الناس وخاصتهم الذين أنكروا تلك الظواهر جملة وتفصيلاً، وقالوا: ان تلك الأقوال والأفعال مرفوضة ولا تعبر عن أخلاقيات الإنسان اليمني، الذي عرفه التاريخ جم الخلق شديد الغيرة عظيم النخوة، ودوداً متسامحاً. إن الأحداث الفوضوية التي شهدتها اليمن خلال المرحلة الراهنة أفرزت أصناف البشر وبينت الغث من السمين ورفيع الخلق من الدنيء وصاحب النخوة من الوضيع الذي لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، والأناني من صاحب العزة والكرامة، والفاشل من أصحاب العزم والقوة، والماكر المخادع من أصحاب الوفاء والقيم العظيمة، والمنافق من الصادق الأمين، والجبان من أولي الإقدام والنصرة ، والدموي من الرحيم، والحاقد الكاره الفاجر من أصحاب الرأفة والتسامح والتواضع، والخائن من الأمين. لقد أفرزت المرحلة رجالاً عظماء نبلاء شرفاء كرماء ذوي أخلاق وقيم وإنسانية غمرهم الوفاء لدينهم ووطنهم وعهودهم ومواثيقهم وأماناتهم، فاض نبلهم حتى ملأ الوطن حباً واخلاصاً لا نظير له، وبالمقابل أفرزت الأحداث عناصر الحقد والكره والمكر والكيد والفجور والبغي والطغيان الذي لم يشهد له شارعنا اليمني مثيلاً من قبل، وخلقت الأحداث نوعاً من القدرة على معرفة الرجال، وبلغ حد التعرف على الرجال مبلغاً كبيراً لدى الصغير والكبير، والمرأة والرجل، وبات الكل يدرك حقائق الأمور ويميز بين الصالح والطالح. إن الأحداث السياسية رغم ما أنتجته من مشاهد مأساوية إلا أنها علّمت الشعب كيف يتعرف على معادن الرجال، وكيف يصبر ويصابر من أجل الخير العام للناس كافة وزودت الناس بمعرفة كاملة بمن يتآمر على البلاد والعباد من أجل مصالحه الأنانية الضيقة، وعلّمت الناس كيف يحمون وحدتهم وأمنهم واستقرارهم، وكيف يعتصمون بحبل الله ويصونون أعراضهم وكرامتهم، وكيف يميزون بين القول الصادق والكاذب، ويدركون أن ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر كانت من أجل عزتهم وكرامتهم ولا يمكن التفريط بها لأنها خلّصت الشعب من الكهنوت والاستعمار وعلمتهم الولاء لله ثم للوطن والثورة والوحدة، وان ما يدعيه الماكرون ماهو إلا مجرد محاولة للانقلاب على الشرعية الدستورية لتحقيق مصالح ذاتية لا صلة لها بالشعب على الإطلاق، وقد حان الوقت للاصطفاف من أجل حماية الشرعية الدستورية والديمقراطية بإذن الله.