تتكشف الحقائق يوماً عن يوم ويتعرف الناس على الفعل الوطني الذي يصر عليه الرجال الأوفياء أصحاب النبل والنخوة من أجل تحقيق النفع العام وخير اليمن كل اليمن, ويتجسد كل ذلك في الإصرار المطلق على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة من أجل انتخاب رئيس جديد يقود مسيرة الخير والعطاء ويعزز الوحدة الوطنية ويجسد مبدأ التداول السلمي للسلطة وترسيخ امتلاك الشعب لحقه في اختيار حكامه, ولا أبالغ إن قلت إن الأزمة السياسية التي مرت على اليمن من أخطر الأزمات, لأن الاتجاه الذي طغى كان اتجاهاً فوضوياً تدميرياً شكل خطراً ماحقاً على النهج الديمقراطي, ويبدو أن الرئيس علي عبدالله صالح بحكم خبرته ومعرفته بشئون الحياة السياسية في البلاد قد أدرك خطورة كل ذلك, ومن أجل ذلك كان إصراره على الوفاء للشعب الذي استمد قوته الدستورية من الإرادة الشعبية التي كان الشعب يجددها له في كل استحقاق انتخابي, ولأن الرجل صاحب وفاء وصاحب نبل فإن الشعب كان بمستوى ذلك النبل والوفاء ولم يفرط في حقه الدستوري وحافظ على النهج الديمقراطي والتداول السلمي الذي أسسه هذا الرجل الإنسان في 17 يوليو 1978م. إن واجب الوفاء يحتم على النبلاء والشرفاء إعطاء الرجل حقه من الوفاء ولايجوز بأي حال من الأحوال التخلي عن مبدأ قيمي ديني وطني إنساني تأصل في نفوس اليمنيين كافة, ومن أجل ذلك فإن الواجب هو تكريم الرجل والاعتراف بإنجازاته وعلو همته الوطنية ونبل أخلاقه وجميل سجاياه وشديد حبه للوطن ولاينكر ذلك إلا حاقد يورث العداوة والبغضاء ويزرع الفتن, وأنا على يقين بأن رجالات اليمن الحكماء والنبلاء الذين لايقلون نبلاً عن شخصية الرئيس علي عبدالله صالح لايمكن أن تفوتهم الفرصة السانحة ليصنعوا لأنفسهم مجداً من خلال تكريمهم للرجل الذي قدم نفسه في نهاية السبعينيات من أجل اليمن وصبر على الأحداث والمؤامرات وحقق لليمن وحدتها في 22 مايو 1990م ومن أجل ذلك فإن نبل الشرفاء لن يتركهم يتجاهلون هذا الموضوع. إن الشعب اليوم يعد العدة لانتخاب رئيس جديد ويعلن ترحيبه بالقادم الذي سيكون خير خلف لخير سلف وهو المشير الركن عبدربه منصور هادي الرجل الذي عرفنا فيه السجايا والخصال الحميدة ونبل الوفاء, وقد كنت في غاية السعادة وأنا في محافظة حجة عندما قال الأستاذ أحمد صوفان عضو اللجنة العامة رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة بأن ذلك المهرجان هو مهرجان الوفاء لرجل الوفاء علي عبدالله صالح ومهرجان الترحيب برجل النبل المشير عبدربه منصور هادي الذي سينتخبه الشعب اليوم 21 فبراير, وبهذا السلوك الحضاري والانساني يرسم اليمنيون تقاليد الحياة السياسية بعيداً عن الحقد والكيد وإنكار جهود الشرفاء والأوفياء, وكلي أمل في أن ألمس خلال الأيام القليلة القادمة نبلاً وكرماً من هذا النوع لتكريم الرئيس السابق والترحيب بالرئيس القادم بإذن الله.