على مدى 28 عاماً من تحملكم مسؤولية قيادة الوطن حققتم الكثير من الانجازات والمكاسب والانتصارات للوطن والشعب فلقد تجاوزتم بالوطن أعاصير الأزمات وعواصف التحديات والمخاطر التي رافقت مسيرة الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.. محققين الاستقرار والتنمية والنهوض الشامل.. محولين الآمال والتطلعات الى واقع ملموس يعيشه ابناء اليمن اينما كانوا في ربوعه.. في السهول والجبال والوديان وفي جوف الصحراء وعلى امتداد الوطن اليمني الموحد من اقصاه الى اقصاه.. قهرتم المستحيل واستعدتم مجد ماضيه الحضاري التليد، وفتحتم آفاقاً رحبة وفضاءات لامتناهية امام جيل الحاضر والأجيال القادمة لتستوطنوا بكل حب وتقدير أفئدة وقلوب كل المخلصين والشرفاء من ابناء وطن ال22 من مايو وتكونون بحق زعامتهم التاريخية القادرة على المضي بهم قدماً صوب غدٍ اكثر اشراقاً.. فأنتم يافخامة الرئيس علي عبدالله صالح من بنى صروحاً شامخة للمجد والرفعة والسؤدد.. يفخر بها كل ابناء اليمن رجالاً ونساءً في قيادتكم الحكيمة وخبرتكم وسجاياكم ومواقفكم الانسانية النبيلة ضمانة اكيدة لاتساعها واستمرارها وتواصلها في الحاضر والمستقبل.. وشعبكم الذي خبركم طوال هذه السنوات المفعمة بروح الكفاح والنضال والعمل والانجاز التي اثمرتها جهودكم في شتى المجالات وميادين العطاء والبذل اللامحدود.. يناشدكم اليوم العدول عن رغبتكم الشخصية عدم الترشيح للانتخابات الرئاسية القادمة.. مدركاً انكم دوماً لن تتوانوا عن الاستجابة لندائه، ولايصح اليوم ان تتركوا ماشيدتموه بالعرق والسهر والمعاناة والتعب ليذهب ادراج الرياح، وتضعون الوطن بعد كل هذا في مواجهة مصير مجهول عرضة للنهب وللفوضى وعدم الاستقرار التي لايستطيع احد ان يتنبأ الى اين ستنتهي به الحال وأياً كانت مبرراتكم أو دوافعكم النبيلة لما اردتموه فإنه لايجوز لكم التخلي عن كل ماحققتموه وأفنيتم زهرة شبابكم من أجله - وكما قلتم في خطابكم يوم أمس- في فترة الوطن فيها أحوج مايكون اليكم لترسيخ ماتحقق له من مكاسب ومنجزات وانتصارات، لاسيما وانه ليس لديكم أسباب ودوافع يمكن القبول بها -كما تحدثتم في كلمتكم امام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام -انكم وبحمدالله لاتعانون اي مرض او عجز عن تحمل المسؤولية، ولكنكم تريدون فقط ان تضعوا الشعب وأبناءه أمام مسؤولياتهم، وان تجسدوا مبدأ التداول السلمي للسلطة وهذا ليس مبرراً لتخليكم عنه، ودعنا نناقشكم في هذا الامر ونتحاور معكم حوله ونقول لكم ان التداول السلمي للسلطة ليس غاية في ذاتها، والديمقراطية تعني تجسيد ارادة الشعب الذي يطالبكم بالعدول عن موقفكم في عدم الترشيح في غياب اية موانع صحية أو دستورية تحول دون ذلك، ثم من قال لكم أن تخليكم عن عدم ترشيح نفسكم في الانتخابات الرئاسية القادمة هو الذي سيحقق التداول السلمي للسلطة. نحن ندرك بيقين أيها الأخ الرئيس بأن السلطة لديك لم تكن مغنماً قط بل مغرماً تحملت عناءه في أحايين كثيرة لوحدك ودفعت ثمنه من جهدك وربما صحتك ونيل الأذى من ذلك البعض الذي حاول الاساءة به إليك وواجهته بتسامح وصبر ولين وتحملت مسؤوليتك بنكران الذات وروابط صلبة وروح وطنية جعلت فيها مصالح الوطن نصب عينيك وقبل أية مصالح ذاتية أو أنانية ولكن ذاك قدرك الذي بالتزاماته ليس لك من خيار في الفرار منه أو عدم الوفاء. ان من حقك أيها الأخ الرئيس علينا ان نناقشك ونحاورك كما عودتنا بنفسك وأنت رجل الحوار الأول في هذا الوطن أو تقنعنا ونقنعك فيما نعتقده صحيحاً وصائباً، ويكفي ان نسألكم: ما البديل في هذه الظروف والأوضاع والتحديات الصعبة التي يعيشها العالم من حولنا واليمن جزء منه في حالة تخليكم عن المسؤولية.. نجيب نحن عنكم، وليتسع صدركم لنا قليلاً: ان البديل هو الفوضي والتمزق والتشرذم والعودة بالوطن الى ماقبل نقطة البداية، وربما تذهب الأمور الى ماهو اسوأ، وانتم من حذرتم من مغبة الوصول بالوطن الى الحالة التي تحدث ونرى مشاهدها المؤلمة في بعض دول محيطنا الاقليمي منذ اكثر من عقد ونصف.. فهل تريدنا أن نصل في هذا الوطن إلى هذا الحال لا سمح الله. ان الشعب بكل فئاته وشرائحه وفعالياته السياسية والاجتماعية وهو يناشدكم بالعدول والتراجع عما ازمعتم عليه وابديتموه من رغبة تقترن بنبل مقاصدكم وغايتكم الصادقة ورغبتكم في رعاية الثمرة التي زرعتموها بأيديكم حتى اينعت انما ينطلق من ادراكه بأنكم لستم ملكاً لأنفسكم بل لوطنكم وثقته بحكمتكم وعقلكم الراجح وبصيرتكم النافذة التي في النهاية سيكون لها القول الفصل في الاستجابة لإرادته، وبما انكم تبررون قرار عدم الترشيح بأنه من أجل الديمقراطية التي تعني ان الشعب هو مصدر كل السلطات، وارادته هي الفيصل، فينبغي ان تحترموا هذه الارادة لأنها أرقى أشكال الديمقراطية التي لاينبغي لقائد رسخ مداميك الحريات والتعددية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان ان يضرب بهذه الارادة عرض الحائط باسم الديمقراطية والحرية. ومن هذا المنطلق يثق كل الشرفاء والخيرين والعقلاء في هذا الوطن انكم لن تخذلوه وستتخذون القرار الصائب الحكيم الملبي لخياراته دون ريب والمحقق لامانيه في مواصلة الانجاز والبناء وعلى مختلف الاصعدة من أجل المستقبل، ولكي لا تضعوا الوطن الذي لملمتم جراحه وكيانه بعد تشطير وصراع في وحدة راسخة وارسيتم قواعد نهضته وتقدمه وامنه واستقراره وصنتم سيادته واستقلاله لا تضعوه في مهب الريح ومواجهة المجهول.. فبالله عليك أيها الأخ الرئيس لا تخذلنا هذا هو صوت كل جماهير الشعب الذي تردده اليوم بمشاعر هي مزيج من الخوف والقلق والأمل والرجاء فلا تخيب الظن فيك