دعا رئيس الجمهورية على عبد الله صالح أعضاء المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام إلى عقد جلسة مغلقة لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في سبتمبر المقبل. وقال رئيس الجمهورية :قد أبلغت أمين عام المؤتمر الشعبي العام أنني أرفض أي مسرحية سياسية، والشعب اليمني يتحمل مسئوليته التاريخية. وأكد في كلمته أمام المؤتمر :لست عاجزا عن تحمل المسئولية، لكن ما أنجزته من وحدة وتنمية شاملة، يجعلني أرعى هذا الإنجاز عندما أسلم السلطة سلميا للشعب اليمني. وأوضح رئيس الجمهورية أن الشعب اليمني غني برجاله المخلصين، البلد مستقر والأمن مستتب، ليس هناك قلق على مسيرة الوحدة التنمية الديمقراطية. وأشار إلى أنه سيتمسك بحقه الدستوري الى أن ينتخب الشعب اليمني رئيسا للجمهورية.وقال :هناك مؤسسات الدولة وهي كفيلة بتسيير السفينة إلى شاطئ الامان. وأوضح الرئيس أن قراره بالتخلي عن السلطة لم يكن مفاجئا للمؤتمريين أو الشعب اليمني.لقد أبلغتكم قبل 11 شهرا وأربعة أيام أنني سأتخلى عن السلطة. من جانبه أكد الامين العام للمؤتمر الشعبي العام عبدالقادر باجمال أن ترشيح الرئيس على عبدالله صالح لولاية رئاسية ثانية هو خيار كل الشعب وقواه الوطنية الحية. وقال :المؤتمر الاستثنائي إمتداد للمؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام الذي حسم أمر ترشيحكم مرشحا لرئاسة الجمهورية مضيفا أن ترشح الرئيس لم يعد رغبة شخصية وإنما إرادة وطنية خالصة. وكانت "نبأنيوز"أكدت أن الرئيس علي عبد الله صالح لن يتراجع عن قراره بعدم الترشيح للانتخابات الرئاسية القادمة خلال المؤتمر الاستثنائي الذي سيعقده المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) الأربعاء في قاعة 22 مايو، وبمشاركة نحو (6.850) عضواً، بينهم نحو (600) امرأة. وأوضحت المصادر ل"نبا نيوز":أن رئيس الجمهورية سيؤكد موقفه من عدم الترشيح في كلمة أمام المؤتمر الاستثنائي، يعتذر فيها عن الاستجابة للمناشدات الجماهيرية وتمسك قيادات وقواعد المؤتمر به، ويؤكد رغبته في إرساء نموذج ديمقراطي يمني رفيع يؤسس لثقافة التداول السلمي للسلطة في اليمن، متوقعة أن يقترح الرئيس على المؤتمر ترشيح أسماء معينة سيكشف عنها في حينها. وأضافت: أن رئيس الجمهورية أصدر توجيهات مشددة لرئيس الوزراء عبد القادر باجمال بمنع التظاهرات والمسيرات التي تناشده بالعدول عن قراره، وكذا الحيلولة دون إبداء أي ردود فعل مبالغ فيها، أو تجافي السلوك الديمقراطي، طالباً منه إبلاغ هذا إلى كافة القيادات في المؤتمر الشعبي العام. كما علمت "نبأ نيوز" أن رئيس الجمهورية رفض اليوم للمرة الثانية على التوالي عقد لقاء طلبته لجنة رجال المال والأعمال التي تشكلت مؤخراً من أجل الضغط على الرئيس لإعادة ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية. على صعيد متصل ذكرت المصادر ذاتها أن عبد القادر باجمال بدأ اليوم نشاطاً واسعاً باتجاه ثني الرئيس عن موقفه، فقد رأس اليوم اجتماعاً للجنة العامة نقل خلاله توجيهات رئيس الجمهورية الآنفة الذكر، وشدد على ضرورة التزام الهدوء الديمقراطي داخل قاعة المؤتمر "مهما حدث من تطورات"، ونقل كل ما دار داخلها إلى القواعد الشعبية بأمانة ومسئولية، وهو الأمر الذي وصفته المصادر بأنه غامض وينم عن "مفاجآت مرتقبة" قد تحدث يوم غد خلال المؤتمر. كما استبق باجمال الأحداث – بحسب المصادر ذاتها- بأن حدد يوم الخميس موعداً لاجتماع موسع يضم اللجنة العامة، ورؤساء الفروع، ورئيسات الفروع، والمحافظين ، ورؤساء الدوائر التنظيمية ، والهيئات البرلمانية بالمحافظات، بجانب الهيئة الوزارية يهدف من خلاله أمرين أولهما للتباحث فيما يمكن عمله لو أن المؤتمر الاستثنائي فشل في إقناع الرئيس علي عبد الله صالح بالعدول عن قراره ، أما الأمر الثاني فهو في حالة أن نجحت الضغوط في ثنيه عن قراره فسيكون هذا الاجتماع بمثابة لقاء تشاوري لتحديد البرامج الانتخابية سواء لمرشح الرئاسة أو لانتخابات المجالس المحلية. هذا وتشهد صفوف المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) في هذه الأيام ارتباكاً شديداً لم تعرفه من قبل جراء قلقها من موقف رئيس الجمهورية، وعدم وضوح الرؤيا لها فيما سيحدث في المؤتمر الاستثنائي – خاصة وأن الحديث عن "مفاجآت" أصبح على ألسنة الجميع ، وأن كل المؤشرات الحالية التي صدرت عن الرئيس تشكك في إمكانية تراجعه عن قراره بسهولة. وكانت اليمن شهدت خلال الفترة الماضية حراكاً شعبياً كبيراً اجتاح جميع محافظاتها يناشد فيه اليمنيون رئيسهم بالتراجع عن قراره، وقد تزامن ذلك أيضاً مع تعاقب وصول وفود أجنبية حكومية وبرلمانية ومدنية من بلدان صديقة عديدة سعت فيما يبدو من تصريحاتها لحث الرئيس صالح على البقاء لفترة رئاسية ثانية من أجل خدمة الصالح العام.