يبدو أن البعض ألفوا حياة التأزيم، ولم ترق لهم الحياة إلا في مستنقع الفتن التي تحرق الأخضر واليابس، حياة تنعدم فيها الألفة والمحبة والتسامح ويسود فيها الأمن، والاستقرار والرخاء، وتقوى فيه هيبة الدولة وتصان فيه الحقوق وتؤدى الواجبات ويتحول المجتمع إلى خلية نحل، كل يؤدي واجبه وينتج في مجال عمله، وبذلك يكون المجتمع على أقل القليل أنه ينتج بقدر ما يستهلك، بمعنى أنه قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي، بحيث تصبح حاجته للآخرين بقدر حاجة العالم له، الأمر الذي يؤدي إلى حالة التوازن والتكافؤ. ولئن كان الخيّرون يسعون بجدية لتحقيق حالة التوازن المطلوبة بين احتياجنا للآخرين واحتياجهم لنا، فإن هناك أيادي وقوى تحاول إحباط هذا الإتجاه وتسعى إلى تعطيل أي عمل منتج يحاول الاقتراب من تحقيق ذلك التوازن، وتصر هذه القوى الهدامة على جعل بلادنا مجرد بلد مستهلك فقط، وفي سبيل ذلك تفتعل الأزمات وتقود الاعتصامات وتحرّض الشارع وتعطل الانتاج وتفرض الخوف وتمنع أي عمل تنموي قد يحقق التوازن بين حاجاتنا للآخرين وحاجتهم لنا من خلال مساندة أعمال الإرهاب والتخريب والتدمير والقتل لإحداث الخوف والرعب ومن ثم تعطيل عجلة التنمية في البلاد وحرمان اليمن من إقبال الغير على الاستثمار وانشاء القلاع الاقتصادية الاستراتيجية التي تخلق الشراكة الفاعلة مع الغير وتجعله محتاجاً لنا مثل ما نحن محتاجون له، وهذه التصرفات المريبة والمشبوهة جعلت البلاد في وضع لايحسد عليه، رغم أن الآخرين يحاولون مدّ اليد إلينا لمساعدتنا على تجاوز كل التحديات، إلا أنهم يرون أن هناك أيادي وقوى داخلية تؤزم الأوضاع وتمنع اليمن من تحقيق النهوض التنموي الشامل. أن إصرار القوى الظلامية التي تؤزم الوضع وتعطل عجلة التنمية وتثير الفتن قد جعل كثيراً من المحللين السياسيين وخبراء الاقتصاد والمال يتساءلون: لمصلحة من تأزيم الحياة السياسية في اليمن؟ وماهي المصالح الحقيقية التي يجنيها المأزمون للحياة السياسية؟ وحقائق الإجابة على هذه الأسئلة ينبغي طرحها على الشارع اليمني ليدرك ماذا تريد له قوى التأزيم والتسميم من خلال سعيها إلى تعطيل الانتاج في المؤسسات من خلال الاعتصامات وتأليب الشارع ضد الوطن ومصالحه العليا دعماً ومساندة للإرهاب والتخريب والقتل والعنصرية التي تغذيها تلك القوى الحاقدة ليكون الشعب على علم بما تريده قوى التطرف والتخلف ويتصدى لها بإذن الله.