كنت قد أشرت يوم أمس إلى الحس الوطني الذي يتمتع به المواطن البسيط الذي لايمتلك في هذه الحياة غير قوت يومه ومن عرق جبينه في ميدان العمل الشريف, وقلت بأن ذلك الحس قد تقدم على النخب السياسية في الأحزاب والتنظيمات السياسية في ساحة الفعل السياسي الوطني, غير أنني ربما قد أكون مخطئاً على اعتبار أن مصطلح (تقدم) بمعنى أن تلك لديها حس وطني ولكنه مؤجل أو متأخر وفي أية لحظة وطنية حاسمة سيكون ذلك الحس حاضراً ومتمسكاً بقدسية السيادة الوطنية ولايمكن ان يقبل المساس بالوحدة الوطنية, ولكن الذي حدث أنني كنت على هذا الأمل لعل وعسى أن يكون هذا الأمل حقيقة نلمسها من تلك النخب في اللحظة المناسبة واستمر ذلك الهاجس حتى منتصف ليل يوم أمس حيث وردتني معلومات لم أتمنَ سماعها على الإطلاق لأنها هزت ذلك الأمل الذي مازلت أتمسك به مهما كان ، لأن الوطن أبقى وأسمى وأعظم. ولئن كان الحس الوطني لدى البعض قد تعرض لتهتك في جداره الداخلي لدى تلك القيادات السياسية فإن الإنسان الذي أساس تكوينه من تراب هذا الوطن العظيم مهما تلكأ أو تباطأ فإن المغريات أياً كان حجمها لايمكن أن تدنس قدسية التراب الوطني بفعله الذي يسيئ إلى سيادة الوطن ووحدته وأن اللحظة الحاسمة لحضور الحس الوطني لابد آتية مهما كان, ومن أخطا في حق الوطن لابد راجع اليه لأن الأصل لايمكن أن ينكر أصله, وقد يتبادر إلى أذهان البعض أن مايعتمل في ساحة الفعل الوطني السياسي اليوم لايعطي مؤشراً واضحاً على لحظة حضور الحس الوطني, ولكني مازلت مصمماً ومراهناً على تلك اللحظة الحاسمة التي تبين الغث من السمين ، وساعتها فقط فإن الشعب لايمكن أن يقبل توبة العصاة والمتآمرين الذين يعرضون الوطن للخطر، وأرجو أن يكون الجميع معي في هذا الاتجاه حتى لانغلق باب التوبة قبل تلك اللحظة, ولذلك نأمل من الذين يحاولون تأزيم الأوضاع بهدف النكاية بالوطن أن يكفوا عن تلك الممارسات ولايلطخوا أيديهم بدنس التآمر على الوطن فهل يدركون كل ذلك؟ نأمل بإذن الله.