لا أعتقد أن عاقلاً يمكن أن يقف موقف المتفرج أمام القضايا الوطنية الكبرى ,كما لايمكن لعاقل أن يسمح لفاسد أو جاهل أن يعبث بإدارة الأمة وثوابتها ,أو يسمح لعناصر التخريب والتدمير أن تعيق المسيرة الوطنية أو تعيد الماضي بكل مآسيه وآلامه وأوجاعه , ولا يمكن لعاقل تميز بكمال خلقه وأخلاقه أن تمر عليه مكائد الحاقدين أو يقف في صفها ضد الوطن ومصالحه العليا ,ذلك ما نعرفه عن العقلاء والنبلاء والشرفاء داخل الأحزاب السياسية الذين رفعوا شعار اليمن أولاً.. ولئن كانت هناك بعض العناصر تريد أن تطوع الإرادة الشعبية لحقدها فإن الشعب هو صاحب المصلحة الحقيقية في كل فعل وطني ولن يقبل بالمحاولات اليائسة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ؛ لأن الشعب اليمني يدرك محاولات الدس والكيد ,ويعرف مغازي وأهداف صناع الفتن وتجار الحروب ولديه من الحكماء والنبلاء من يقدر على كشف الخبث وفضح الخبيث ,ولأن اليمن أمانة في أعناق الشرفاء والنبلاء والوطنيين المخلصين فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسمح الضمائر الحية المؤمنة بقدسية السيادة الوطنية بأي تلاعب أو مساس بالثوابت الوطنية أو الخروج على الدستور والقانون ؛ لأن إرادة الأمة هي الأقوى والأعظم؛ لأنها مستمدة من إرادة الله سبحانه وتعالى. إن أي تعد أو مساس بالثوابت الوطنية لا يمكن أن يقبله إنسان شديد الانتماء إلى وطنه اليمن ,ولذلك فإن الإصرار على المماطلة والدس والكيد ما هو إلا من علامات النكوص وعدم الإيمان بقدسية التراب الوطني , وعدم الاستعداد للقيام بالمهام الوطنية الملقاة على عاتق أولئك المتقاعسين والمتراجعين والمرجفين الذين غلبت على تفكيرهم المصالح الفردية ومسهم طائف من الهوى الشيطاني فعاث في عقولهم وقادهم إلى تحدي إرادة الشعب. إن الحكيم العاقل من يدرك أن الوطن أكبر من مصالحه وأعظم من أهوائه وأنبل من نزواته ,وبذلك لا يقبل المساومة أو الخداع أو السير في اتجاه يخالف إرادة الأمة أو خيانة الأمانة أو التراجع عن أهداف الثورة ,واليمن طاهر لا يقبل إلا الطهر والنقاء ..فألف ألف تحية لكل الشرفاء الذين يحافظون على الوطن ومصالحه وثوابته وأمنه واستقراره وسلامة وحدته وسيادته الوطنية ,وهؤلاء هم من يفاخر بهم الشعب ويدخرهم لوقت الملمات والمهام الوطنية الكبرى وذلك هو سبيل الوطنيين بإذن الله.