اكتسبت دعوة فخامة رئيس الجمهورية المشير/ علي عبدالله صالح (حفظه الله ورعاه) كافة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لإجراء مؤتمر الحوار الوطني، أهمية بالغة من حيث كونها أتت في ظل مستجدات هامة يشهدها الوطن على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي ظل ظروف ما أحوجنا فيها إلى مثل هذه الدعوة الوطنية والإنسانية الصادقة من رجل حكيم يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه وطنه وشعبه وأمته للوقوف أمام مختلف التحديات والمستجدات الجارية على الساحة، والتي يأتي في مقدمتها التمرد الحوثي في صعدة والأعمال الإرهابية لجماعة تنظيم القاعدة والأفعال الخارجة عن الدستور والقانون في بعض المحافظات الجنوبية، وتلك قضايا ينبغي الوقوف أمامها -وغيرها من القضايا التي تهم الوطن والمواطنين والتي لم يحدد لها سقف سوى الدستور والثوابت الوطنية - بحوار جاد ومسؤول تتجلى فيه مصلحة اليمن أرضاً وإنساناً وحماية مسيرته التنموية والديمقراطية والتحولات الجارية في المجتمع. ومن خلال هذه الدعوة المباركة يتطلع كل أبناء اليمن وكل المهتمين بالشأن اليمني الذين يهمهم مستقبل اليمن وأمنه واستقراره وتقدمه، إلى نتائج أعمال مؤتمر الحوار وما سيتمخض عنه من إجماع على مختلف المواضيع المطروحة أمامه. وفي هذا الاتجاه فإن المعنيين بالحفاظ على سلامة الوطن وعلى منجزاته هم أبناؤه الشرفاء الحريصون عليه والصامدون أمام كل المؤامرات والدسائس التي يحيكها الأعداء في الداخل والخارج، ممن يزرعون الألغام في طريق مسيرته وينصبون الكمائن أمامها.. وقد آن الأوان لوضع حد لمهازل المستأجرين ومصائد الحاقدين على التجربة اليمنية والعابثين بأحلام وتطلعات شعبنا النابع من قناعات كافة فئات شعبنا ومختلف قواه السياسية على اختلاف مسارها وأهدافها.. وهي بالتأكيد تجتمع على أكبر وأنبل أهدافها وهي (حاضر ومستقبل) وطننا اليمني الحبيب. فالحفاظ على أمن ووحدة اليمن مسؤولية كل أبنائه، وهم المسؤولون –أيضاً- عن حمايته وعن تقرير مصيره ولن تفتح الدعوات المستوردة والنظريات المعلبة لتعكير صفو الاستقرار الذي حققته اليمن بتضحيات ودماء وأرواح أبنائها، الذين ركلوا الإمامة وطردوا الاستعمار وعملاءه السلاطين وحققوا الوحدة والديمقراطية ودافعوا عنها وقدموا من أجلها الآلاف من الشهداء البواسل، ولن يسمحوا لأعدائها المساس بما تحقق من منجزات عظام. كل ما أتمناه أن يظل الحوار هو الوسيلة المثلى لحل جميع الإشكالات التي تنشأ في المشهد العام، وهذا شيء طبيعي أن يحصل الخلاف في بلد ديمقراطي فيكفينا فخراً أننا ننادي بأن يكون صوت العقل هو الفيصل في الحكم بدلاً عن لغة العنف وصوت الرصاص، وأنا هنا لا أقدم النصح لأن الذين يجلسون على طاولة الحوار هم أكثر منا تجربة وخبرة وحكمة، إنما كل ما نقوله للمتحاورين الشعب اليمني يتطلع فيكم خيراً كبيراً ويعول عليكم الشيء الكبير في إنجاز مهمة وطنية وتاريخية وكل ما نرجوه ألاَّ يذهب ظن هذا الشعب بغير محله، ونتمنى ان يكون المنطق والعقل الرشيد هما أساس الحوار ولنا ثقة في أن العقلاء والمخلصين لهذا الوطن كثر، ولا يمكن أن يخيبوا الآمال، وآخر ما أقوله أن التعصب للرأي لا يقدم الحلول والتجاوز بالطرح المتأني لا يريد حلولاً، فأرجو ألاَّ تكون هذه الثنائية حاضرة في الحوار الوطني القادم، ونتمنى أن كل طرف في الحوار يفصح بوضوح عن معالمه ولا يطرحها من خلال نموذج متعالٍ وفي هذا الحوار يجب على طرفي الحوار عدم تجاهل واقع القوى المنافسة وعدم تجاهل حاجات الواقع ومتطلباته الفعلية. وكيل محافظة لحج