لقد عبّرت الجماهير بصدق وإخلاص عن وفائها لقدسية التراب الوطني وخرجت الجماهير في عرض الوطن وطوله مساندة للقضايا الوطنية والسيادية، وأبدت استعدادها المطلق للدفاع عن الوطن والذود عن أمنه واستقراره وحماية السيادة وتعزيز الوحدة الوطنية، وكانت الجماهير أعظم وأقوى من الأراجيف والأكاذيب ومحاولات الكيد السياسي وانتصرت للإرادة الكلية في كل التحديات، وبرهنت أن الشعب مصدر السلطات وصاحب الحق الشرعي في الاستحقاقات الدستورية التي لا يجوز السكوت عنها أو تأجيلها أو الالتفاف عليها. لقد ساءني ما أظهرته وسائل إعلام تابعة لأحزاب اللقاء المشترك من خرافات منسوبة إلى سفراء أجانب قد لا يكون لهم علاقة البتة بتلك الخرافات المتعلقة بالانتخابات النيابية التي ينبغي أن تجري في موعدها المحدد في 27أبريل 2011م، وجعلني وكثيراً من المواطنين نتساءل: لماذا لا يحترم البعض من المعارضة إرادة الشعب؟ ولماذا السعي خلف القوى الأجنبية والارتماء في أحضانها للاستقواء بها على الإرادة الشعبية الحرة صاحبة المصلحة الحقيقية في إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة؟! إن الإرادة الشعبية الكلية هي صاحبة الحق المطلق في تنفيذ القواعد الدستورية والقانونية، ولا يجوز الرجوع إلى غيرها أو الخروج عليها أو الاستقواء بالغير على الإرادة الكلية للشعب، ومن يفعل ذلك فإنه بكل تأكيد متمرد على الإرادة الكلية للشعب ولا يمثل إلا نفسه التي عودت صاحبها على العبث والسير في الاتجاه المعاكس لإرادة الخير والصلاح، وقادته إلى جلب المفاسد ومقاومة المصالح العامة والتمرد على الإرادة الكلية للشعب. إن الغريب العجيب الذي يلمسه الشارع اليمني حالة السكوت التي خيمت على الشرفاء والنبلاء والوطنيين المخلصين الذين أفنوا حياتهم من أجل الوطن وهم داخل أحزاب المعارضة ولن يظهر لهم صوت لمنع الخرافات التي يتناولها إعلام المعارضة، وقد دفع ذلك السكوت الشارعَ إلى التساؤل: هل تصل تلك الخرافات إلى أولئك النبلاء والشرفاء؟ وهل هم على علم بذلك أم أن القوى النفعية والانتهازية تتصرف باسمهم دون أن يكون لهم علم بذلك؟ ولعل الأيام القادمة ستفصح عن الإجابة بإذن الله.