لم تكن محاولات التأثير الإعلامية التي حاولت وسائل الإعلام المختلفة الواقفة في صف الشيطان لتنطلي على الرأي العام العالمي والإقليمي والمحلي، لأن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها, والجريمة لا يمكن محو أثرها وإن طال الزمن. فقد ظل الإعلام المزيّف يقلب الحقائق رأساً على عقب منذ بداية الأزمة السياسية التي صنعتها أحزاب اللقاء المشترك، ورغم طول المدة إلا أن الشعب اليمني صمد أمام التحديات التي حاولت إسقاط الدولة اليمنية المعاصرة. وواجه الزيف والكذب والزور والبهتان, واستطاع أن يقنع العالم أن أحزاب اللقاء المشترك لا تؤمن بالديمقراطية، ولا تقبل بالتعايش السلمي فيما بينها، ولا تجمعهم رؤية وطنية, ولا يمكن أن يرضى الشعب بأساليبهم الانقلابية والقمعية. إن الهروب الواضح والفاضح من الحوار ورفض كل ما يمكن أن يقرّب وجهات النظر ويقود إلى كلمة سواء ويخلق التعايش السلمي ويوصل إلى التداول السلمي للسلطة ويحترم الإرادة الكلية للشعب، قد بات واضحاً وجلياً لا يمكن أن تنكره قيادات اللقاء المشترك، وقد أدركه العالم بأسره. وهو دليل قاطع على عدمية وصلف بعض القيادات في اللقاء المشترك الذين مازالوا يحلمون بأوهامهم الماضوية التسلطية والاستعبادية والذين يستهينون بإرادة الشعب الكلية المستمدة من الإرادة الربانية. إن إصرار المشترك على تركيع الشعب وإذلاله من أجل أطماعه وأهوائه ونزوات قياداته الشخصية والنفعية الرخيصة لم يعد خافياً على جماهير الشعب مصدر السلطة ومالكها. ولذلك فإن الأمر يحتم على كل الوطنيين الشرفاء في كل القوى الوطنية السياسية أن يدركوا أن الشعب لا يقبل بمن يحاول إذلال الوطن وتركيع الإرادة الكلية. وأن يقف الجميع ضد قوى التآمر والتخلف والجهل التي تريد تدمير مقدّرات الشعب من أجل نزواتهم الشيطانية، وأن الشعب اليوم أكثر تماسكاً واعتصاماً بحبل الله من أجل حماية تجربته الديمقراطية الشوروية وصيانة الشرعية الدستورية بإذن الله.