عندما يدرك الجميع أن مسئولية حماية الوحدة الوطنية وصون السيادة وفرض الدستور والقانون والتأسيس السليم لمستقبل الأجيال مسئولية جماعية، عندها سيبدأ كل فرد في المجتمع بممارسة واجبه المقدس تجاه الوطن وسلامة مكوناته البشرية والجغرافية، ويدرك أن الوطن يطالبه بالوفاء بحق الانتماء لتراب الوطن، وهذا الإدراك الواعي لا أعتقد مطلقاً أنه غائب عن ضمائر المكونات البشرية للجمهورية اليمنية بكل تنوعاتها الثقافية والسياسية والاجتماعية، ولكنه بحاجة إلى التحفيز والتفعيل الذي يحقق الحركة الذاتية الفردية والتي تشكل في مجملها التفاعلات الكلية التي تجسد مفهوم الولاء الوطني الذي تنصهر فيه كل الولاءات الأخرى، ويصبح اليمن أولاً وأخيراً. إن التحفيز الذي يولد الحركة الفردية ليشكل الحركة الكلية يأتي بداية من الرموز الوطنية، وحملة الفكر المستنير الذين نذروا حياتهم من أجل وحدة وأمن واستقرار وتطور وتحديث اليمن، كما يأتي من حملة الأقلام الوطنية الذين .. يجيدون النحت في الصخور من أجل الوعي بأهمية الولاء الوطني وقدسية الانتماء وقوة الإرادة الكلية للشعب، ولذلك فإننا خلال مرحلة الحوار الوطني نحتاج إلى الميل المطلق لقدسية التراب الوطني والمساهمة بمسئولية في حفر ذلك في ذاكرة الشعب الكلية خصوصاً لدى الفئات العمرية الصغيرة لضمان قوة الإرادة الكلية وتعاظم تماسكها، وهذه المهمة ليست محددة بفترة زمنية معينة، بل هي مهمة وطنية ودينية وإنسانية دائمة ما دامت الحياة. إن المنتدبين للحوار الوطني أمام مسئولية تاريخية جسيمة ينبغي عليهم في كل كلمة ينطقونها أو حرف يكتبونه أو صورة ينقلونها أو حركة يبدونها أو نفس يتنفسونه أن يكونوا يمناً واحداً موحداً، لتنقل وسائل التقنية الحديثة وتوثق لمشهد النبل والوفاء لقدسية التراب الوطني، فعندما تنقل تلك الوسائل المشهد التفاعلي لمكونات الحوار الوطني ويلحظ فيه المواطن البسيط والفرد المعدم ذلك التوحد وذلك الذوبان المتناهي في عشق الوطن الواحد الموحد،فإن تلك الصورةالملائكية الوجدانية تحفز فيه قوة الولاء الوطني وتدفعه إلى التفاعل الإيجابي الذي يعزز الوحدة الوطنية، ولذلك كله كلي أمل أن يكون للجميع هذا الشرف العظيم بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك