يخطئ من يعتقد أنه يملك الحقيقة، ويخطئ أكثر من يظن بأن اليمن يقبل بمن يسيء إلى سيادته وأمنه واستقراره ووحدته، وعلى الذين يسيرون في هذا الاتجاه أن يعيدوا حساباتهم، ولا يجوز استعداء اليمن بأي حال من الأحوال، وإذا كانت أدوات الإساءة يمنية الصنع بتخطيط خارجي فإن على الجميع أن يدرك بأن أيادي العبث والإساءة إلى اليمن أرضاً وإنساناً ودولة ستُقطع مهما كانت وستطالها يد العدالة، لأن اليمن اليوم دولة مؤسسات دستورية وينتج الديمقراطية قولاً وعملاً ولا سبيل للمراوغة أو المهادنة مع العابثين بأمن الوطن واستقراره، وعلى أصحاب العداوات والأحقاد أن ينظروا إلى اليمن بعين الاحترام والتقدير، ولايغرنّهم أن بعض العناصر المتذمرة أو الذين فقدوا مصالحهم يخدمونهم بذلك التذمر والإنفعال، ولكن ليعلم القاصي قبل الداني أن اليمن أنجبت الشرفاء الذين لايمكن أن يفرطوا في وحدة الوطن أو قدسية التراب اليمني، وهؤلاء هم الملايين من أبناء اليمن الذين عشقوا التوحد وناضلوا من أجله وقدموا الغالي والنفيس. إن ماتشهده الساحة اليمنية من الصراعات والتجاذبات لاتخيف الملايين من اليمنيين أصحاب المصلحة الحقيقية في الوحدة والأمن والاستقرار، بل إن اليمنيين يشعرون ببالغ القلق على الأشقاء ويأتي في مقدمتهم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي نظراً لمايلمسه اليمنيون من الاستهداف العدواني الذي يهدد المنطقة، ولأن اليمن يشعر بذلك الخطر ويؤمن إيماناً مطلقاً بأن أي اعتداء علىاليمن أقوى من التآمر دول الخليج العربي يعد اعتداء على اليمن، على اعتبار أن اليمن ودول الخليج العربي عمق استراتيجي لبعضهما البعض ولا غنى لأي منهم عن الآخر، وستثبت المرحلة المقبلة أهمية هذا الاتجاه ومع أن اليمنيين يعانون في مختلف المجالات إلا أن الحس القومي وحق الجوار يفرض عليهم الشعور بذلك القلق. ولئن كان اليمن قد تجاوز الكثير من المشاكل فإن المستقبل يبشر بخير، وأن اليمن بلد مفتوح لإشقائه العرب ورغم ذلك لايقبل الإساءة أو التجريح أو التطاول على سيادته الوطنية ووحدته، وعلى الأيادي المخربة أن تدرك بأن الشعب لن يرحم تلك العناصر التي تتعمد الإساءة إلى الوطن ووحدته وسيادته وعليها أن تبادر إلى إعلان التوبة والعودة إلى جادة الصواب والإسهام في بناء الوطن بإذن الله.