الحكمة والقدرة على الثبات وقوة الإيمان بالله من العلامات البارزة في الشخصيات التي يمكن أن يثق فيها الشعب ويمنحها الثقة ويلتقي حولها ، لأن الشعب لايمكن أن يثق في من يتصف بالتهور والهلع والانجرار خلف هواه والانقياد للمصالح الشخصية والنفعية الخاصة به أو بفئة أو جماعة أو شلة أو سلالة أو طائفة من الناس، والشعب دائماً لايمكن أن يمنح ثقته لمن يعبث بالوطن ويعرضه للخطر الخارجي ، الشعب لايمنح الثقة إلا لمن يرى فيه خارطة الجمهورية اليمنية شديد الولاء لله ثم للوطن والثورة والوحدة، عظيم الانتماء لقدسية التراب الوطني، قوي الاعتزاز بالهوية الوطنية، صارماً في الحفاظ على السيادة الوطنية. إن قوة الصبر وسعة الصدر ورجاحة العقل والمعرفة بالناس وأحوالهم وطباعهم ومعادنهم من الصفات التي ينبغي أن تتوفر في أي قيادي يتحمل مسئولية وطنية ، ولذلك فإن الشعب اليمني قد اكتشف هذه الصفات والعلامات الدينية والوطنية والإنسانية في المواطن علي عبدالله صالح ، ولذلك فقد أصر الشعب سواء عبر ممثليه في المجالس التشريعية أو عبر الانتخابات الرئاسية المباشرة على منحه الثقة لما وجد فيه من الحس الوطني الذي يمثل خارطة الجمهورية اليمنية بكل مكوناتها البيئية والاجتماعية والسياسية والثقافية . إن ظهور الرئيس علي عبدالله صالح على شعبه بعد تعرضه لذلك الحادث الذي وصفه هو بالجلل وهو في حقيقة الأمر حادث إجرامي إرهابي غاشم قد بين قوة الحب الذي يتمتع به الرجل في أوساط الشعب الذي استمع لكلامه برضى وقناعة لامثيل لها ، لأن الشعب كان يغلي غليان الثائر ضد كل الذين ارتكبوا الإثم والإجرام والإرهاب ضد الوطن واستهدفوا رمز الوطن وقياداته في بيت من بيوت الله ، وهم منتظرون من أجل الانتقام ، ولكن خطاب الرئيس أنساهم آلامهم وأحزنهم على مافقدوه ، وداوى جراحهم فكان كلامه بلسماً شافياً على كل الجراح، وأتمنى أن تتعظ القوى الانقلابية وتدرك أن الانقلاب على الشرعية الدستورية أمر يرفضه الشعب جملة وتفصيلاً ، وأن العودة إلى جادة الصواب هي الخير لهم وللوطن بإذن الله .