يظهر العجب عندما تصر القوى السياسية على التمترس خلف أوهام وأحقاد شخصية لم تفصح عنها صراحةً, ويظهر العيب الفاضح عندما تحاول تلك القوى الكيدية ممارسة الكذب والزيف على المجتمع والعالم, دون أن تعلم بأن المجتمع قد كشف زيف إدعائها وبهتانها, وأدرك أن هذه القوى إنما تبحث عن منافع خاصة لاتمتّ بصلة للشعب, وأنها مجرد قوى فاشلة لاتجيد القدرة على التعامل مع الشعب بما يحقق المصالح العليا للدولة, وأن تباكيها ليس أكثر من التدليس على من يجهلون حقيقتها. إن الحقيقة الواضحة أن هذه القوى لاتمتلك برنامجاً وطنياً تستطيع أن تخاطب الشعب من خلاله لتكسب احترام وثقة الشعب, لأن هذه القوى لفيف يجمع التناقضات المتناحرة التي تتربص ببعضها البعض وتتحيّن الفرصة المناسبة للانتقام والثأر من نفسها ومكوناتها, وهذه الحقيقة واضحة كل الوضوح للشعب ولايمكن أن تختفي إلا إذا قامت تلك القوى السياسية بعمل وطني وإنساني يبرهن للشعب بأنها قوى عاقلة ومستنيرة تغلّب المصالح العليا للوطن على مصالحها النفعية الذاتية, وأنها على قدر من المسئولية الذي يجعلها أهلاً لكسب الاحترام وأمينة على مصالح البلاد والعباد, ولايمكن أن يتحقق ذلك مالم تكن تلك القوى السياسية قد تخلت عن التحالف من أجل الثأر من الشعب وتدميره, وقد تبرأت من كل أعمال الإجرام والإرهاب والفجور التي طالت الحياة العامة والخاصة. إن مجرد التمترس خلف الأوهام والأحقاد والتباكي أمام الغير, لايمكن أن يحقق لهذه القوى الاحترام ولن يجلب لها سوى الخزي والعار الذي سيلاحق هذه القوى عبر الأجيال, ولذلك على هذه القوى المتباكية أن تقدم للشعب برهاناً عملياً بأنها حريصة على أمن واستقرار الوطن وأنها جديرة بتحمل أمانة المسئولية, أما الاستمرار في الكذب على المجتمع والتباكي أمام الغير والاستمرار في ممارسة القتل والتشريد فلن يزيد الشعب إلا رفضاً لهذه القوى الظلامية, وسيظل الشعب يحافظ على منهج الحوار والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والمباشرة بإذن الله.