لا أخفي سراً إن قلت إن اتفاق السابع عشر من يوليو الحالي قد أغاض الحاقدين على اليمن الأرض والإنسان والدولة ,وفوّت عليهم فرصاً كانوا يتحينونها للاصطياد في المياه العكرة ,وقد أبدى الحاقدون على اليمن غيضهم علناً ولم يمهلهم ذلك الغيض لكي يحافظوا على آداب الدبلوماسية في الحديث عن اليمن ومستقبله ,بل جعل من ذلك البعض فظاً غليظ القلب , ومع كل ذلك تظل اليمن أكبر من تلك الترهات ومحاولات الكيد والدس الرخيص ولن تفت تلك الأحقاد في عضد اليمنيين أو تصرفهم إلى الخوض فيما لاينفع اليمن. إن المسئولية تحتم على كل القوى السياسية الخيّرة في ساحة الفعل السياسي الوطني أن يكونوا عند مستوى التحدي ,وأن يكون الإيمان والحكمة هو المنهج الذي لايجوز أن يغيب عن أذهانهم ,وليدرك الجميع بأن مشاكل اليمن واليمنيين لايعالجها إلا اليمنيون أنفسهم ,ومن يحلم بأن العلاج لدائنا سيأتي معلباً من الخارج فهو واهم وعليه أن يعيد التفكير بموضوعية وجدية ,ويدرك الحقائق التاريخية السياسية للعقل اليمني عبر العصور ,ولا يجوز له أن ينجر خلف ذلك الكيد والدس ,الذي يراد من ورائه الفتنة واذكاء نارها لإلهاء اليمن عن مشروعها النهضوي الأعظم. إن الواجب المقدس يفرض على الشعب بكل مكوناته السياسية والاجتماعية أن يقف إلى جانب اتفاق السابع عشر من يوليو ,من أجل تفويت الفرصة على المتربصين باليمن الذين لايروق لهم رؤية اليمن آمناً ومستقراً مزدهراً ,وهي مسئولية دينية ووطنية وستكون محكاً عملياً أمام الجميع لمزيد من معرفة الغث من السمين ,ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تضافر الجهود وتوحيد الطاقات من أجل تحقيق الخير العام للبلاد والعباد. ولئن كانت الأحداث السياسية التي مرت قدمت بياناً عملياً على قوة الإيمان اليماني وعظمة الحكمة اليمنية فإن الواجب يحتم على الجميع ترجمة ذلك الإيمان وتلك الحكمة على أرض الواقع العملي من خلال المضي بصلابة في تنفيذ اتفاق السابع عشر من يوليو 2010م من أجل الوصول إلى يوم الديمقراطية في 27 ابريل 2011م لننتصر جميعاً للإرادة الشعبية المستمدة من الإرادة الإلهية ونواصل السير في طريق الخير والصلاح بإذن الله.