لم يدرك البعض من القوى السياسية المعاني والدلالات السياسية والإنسانية لذكرى السابع عشر من يوليو 1978م لا لأنهم نسوا المشهد السياسي الملتهب الذي عاشوه في السبعينيات من القرن الماضي ,لأن ذلكم المشهد لايمكن أن ينساه الأحياء الذين اكتووا بناره ,ولكنهم يحاولون أن يتناسوه مكابرة ,وشعوراً بالتقصير في أداء الواجب الوطني في حينه ,والبعض منهم يظهر حقده وغيضه ؛ ليقلل من ذلك الحدث الإنساني المهيب ليرضي غرور نفسه التي اتصفت بالجبن وعدم القدرة على الاقدام في ذلك الحين . إن السابع عشر من يوليو لم يكن يوماً خاصاً بسيرة شخصية للمواطن العبقري علي عبدالله صالح ,ولكن يوم ميلاد جديد ليمن واحد وواعد ,لأن السابع عشر من يوليو 1978م كان البداية العملية للوصول إلى يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ,وقد استعاد الشعب في ذلك اليوم المعاني والدلالات للثورة اليمنية وجوهرها الإنساني ,وترسخ مبدأ أن الشعب صاحب السلطة ومصدرها وأن ارادة الشعب لاتعلوها إرادة لأنها مستمدة من إرادة الله سبحانه وتعالى ,فكان السابع عشر من يوليو 1978م بداية النصر العظيم لتلك ,وكان علي عبدالله صالح الربان الشجاع الماهر والحكيم البارع بطل هذا الإنجاز العظيم.. ولئن كنا قد احتفلنا بذكرى مجيدة وغالية على قلوب الشرفاء من أبناء اليمن , فإن السابع عشر من يوليو 1978م مدرسة سياسية مليئة بالحكمة ، على الذين يفتقدون الحكمة أن يعودوا إليها للاستفادة وأن يعترفوا بعبقرية العظماء الذين خلد التاريخ أسماءهم ,وأن يدرك الجميع أن الرئيس الصالح علي عبدالله صالح كان العبقري الفذ الذي أقدم يوم أن أحجم المجربون والخبراء ,الربان الماهر الذي قاد السفينة وسط الأمواج المتلاطمة وحافظ على الأمانة وعرف قدر المواطن واحترم إرادة الشعب فله منا ألف ألف تحية احترام وتقدير والعهد بالمضي على دربه الميثاقي الخالد بإذن الله.