الإعلام القائم على الفتنة والإثارة وتزوير الحقائق لم يلقَ من الشعب اليمني غير الرفض المطلق، إلا أن ذلك الإعلام مازال يضع نفسه في مكان العدو للشعب، وبتحدي الإرادة الكلية خدمة للعدو الأجنبي الذي ساءه اختيار اليمنيين للوفاق والاتفاق، العدو الذي يريد أن يمحو آثار الإيمان والحكمة والموروث الحضاري والإنساني لليمن ليحوله إلى غابة من الوحوش المتصارعة. إن الشعب اليمني أكبر من أحقادكم ومكركم وسوء أخلاقكم، وقد تمكن بعون الواحد القهار من كشف ارتهانكم، وجور عدوانكم، وفضح نواياكم تجاه يمن الإيمان والحكمة، وأن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحمايته من مكركم ومؤامرتكم ودسائسكم الشيطانية، وبات اليوم على قدر كبير من الوعي والإدراك؛ لأن حب اليمن عند أبنائه أعظم من كنوز الدنيا. إن الإعلام التدميري الذي تبنى تمزيق القوة العربية وهدم كيان الأمة خدمة للعدو التاريخي قد تورّط في جعل نفسه أداة تنفيذية بيد أعداء الأمة العربية والإسلامية، وجعل من نفسه وسيلة لتحقيق أهداف الأعداء، ونتيجة لهذا التورط الفاضح لم يعد قادراً على العودة إلى جادة الصواب والالتزام بالحيادية والمهنية والموضوعية؛ لأن حجم الارتهان أكبر من قدرته على استعادة حريته وكرامته ومهنيته، ولذلك فقد برهن أنه لم يعد أمامه غير الاستمرار في الكذب والزيف. إن اليمن التي تكفل الله سبحانه وتعالى برعايتها وحمايتها من كيد المتآمرين على الدين والوطن ستظل أكثر إيماناً وحكمة، ولن يفت في عضدها تلك الإثارة العدوانية؛ لأن اليمنيين قد أدركوا من خلال الأزمة السياسية أن الحرب الإعلامية المسعورة والمأجورة مدفوعة من قوى التآمر على كيان الأمة العربية والإسلامية. إننا في خواتيم رمضان الكريم وفي نهاية العشر الأواخر نجدد الدعوة للقائمين على الإعلام المأجور بالعودة إلى المهنية والموضوعية، وعدم التدخل في شأن اليمن؛ لأن اليمن تتمتع بحصانة إلهية، ولن يضرها تحالف الفجور والعدوان وقوى الارتهان ونوازع الشر، وأن اليمن وأهله قادر على تفويت الفرصة على مشاريعهم العدوانية بإذن الله.