بعض الذين يطلقون على أنفسهم “مفكرين” وهم لايفكرون إلا في خدمة العدو وتنفيذ أجندة خاصة مدفوعة الثمن, فقد لحظت استياءً بالغاً في الشارع العربي ممن يدّعي الحرص على الوطن الفلسطيني ويتباكى عليه, وهو في نفس الوقت يخدم العدو الصهيوني ويكرس جهده ووقته في قناة “الجزيرة” التي أفصحت بوضوح عن هويتها ومهمتها الأساسية التي انشئت من أجلها, فقد نال الشعب اليمني من هذا المفكر الكثير من الإساءات والتناولات على لسانه المأجور دون قدر من الحياء أو احترام للقيم والمبادئ أو الالتزام بأخلاق الأمة العربية والإسلامية, بل إن الكثيرين من اليمنيين الذين يدركون عضويته في الكنيسيت وسلوكه في الصهيونية لم يتفاجأوا, ولكن الذي تفاجأ من كان يظن إخلاصه للإسلام والعروبة .. إنه المعروف ب”عزمي بشارة” الذي لم يدرك بعد أن اليمن أعظم من تقولاته وتؤيلاته ومعلوماته الكاذبة وتخرصاته العدوانية. ما أعظم أن يقف الإنسان ثابتاً على مبادئه وقيمه وإيمانه بالحق ولاتزعزعه العواطف ولاتؤثر فيه الأمواج ولاتنحني هامته للكوارث والأحداث فيظل عزيزاً شامخاً محترماً لدى العدو قبل الصديق, وما أسفه من يبيع المبادئ والقيم ويتاجر بالأوطان ويرهن نفسه للشيطان, وما أصغره وأحقره عند العدو والصديق, ذلك ما عرفناه من التاريخ الذي حقر كل من يبيع مبادئه وأخلاقه وقيمه ويتنكّر لأبناء جلدته ويميل للشر والعدوان ويغيّر في القول خدمةً للعدو الذي احتل الأرض والعرض. إن اليمن أكبر من أن يتحدث عنها تجار الكلام وبائعو الضمير, وخدام العدو, وزبانية الشيطان, ومنافقو العصر .. واليمن أعظم تاريخاً وفكراً وحضارةً وبطولات وأخلاقاً وقيماً وإنسانية, ولايمكن أن ينال من ذلك السفر العظيم “بشارة” أو غيره من المستأجرين, لأن اليمن حفظها الله سبحانه وتعالى وسجل تاريخها في القرآن الكريم وفي السنة النبوية, واليمن ليس محتاجاً لأحد في هذا الاتجاه, ولكن فقط ندعو الذين يتوهمون ويقودهم كيد الشيطان الرجيم أن عليهم أن يدركوا بأن الله حبا اليمن بما لم يكن في الشعوب الأخرى وميز اليمن بالمكانة الكبرى, وأية تناولات تسيء إلى اليمن فإن أثرها السلبي سينال المتحدث أو الفاعل قبل أن يصل إلى اليمن وأهلها ويكفي أن نقول ذلك, وحسبنا الله ونعم الوكيل.