تصر بعض وسائل الإعلام الفضائية على تجاهل الحقائق الدستورية والإرادة الكلية للشعب اليمني، وتعمل على الإثارة وتتجرد تماماً من المهنية والموضوعية، وتصر أن تجعل نفسها طرفاً في الأحداث في اليمن دونما قدر من أمانة المسئولية أو شعور بالحيادية، والغريب أن بعض وسائل الإعلام الفضائية لم تراع مبدأ الحياد لم تحترم مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير، ويسعى القائمون على تلك الوسائل إلى حشر أنفسهم في الشأن اليمني ليظهروا حقدهم على اليمن أرضاً وإنساناً، ودولة، ويظنون أنهم يحسنون صنعاً ولم يدركوا بأن معاداة اليمن وإرادته الكلية طريق خطر، لأن الله سبحانه وتعالى سيكشف حقيقة تآمرهم على أمن واستقرار ووحدة اليمن. أن تتحول الوسائل الإعلامية الفضائية إلى وسائل تمزيق وحدة الوطن العربي أمر بالغ الخطورة، وأن تتحول وسائل الإعلام إلى أدوات للترويج لمشاريع التجزئة التي ترسمها القوى الصهيونية أو أكثر خطورة على مستقبل الوطن العربي، ولذلك ينبغي على الإعلام أن يحترم شرف المهنة ويلتزم الموضوعية ويكف الأذى عن اليمن أرضاً وإنساناً ودولة، ولا يجوز أن يظهر في وطننا العربي من يخدم أعداء الأمة العربية والإسلامية ويروج لمخططاته العدوانية. إن الكثير من وسائل الإعلام قد فهمت الحرية الإعلامية فهماًخاطئاً تجاوزت من خلاله الثوابت القومية والدينية والإنسانية، وتحولت تلك الوسائل إلى نافخ الكير خدمة لأعداء الأمة، وطمعاً في الكسب المشبوه والشهرة الممقوتة والعمالة الواضحة، ولذلك فإن الوطن العربي والعالم بحاجة إلى إعادة النظر في مفهوم الحرية الإعلامية ولابد من وضع ضوابط قانونية تحمي الشعوب والأديان والإنسانية من استغلال حرية الإعلام الذي تحول إلى عدو يمارس الزيف والتضليل ويشعل نيران الفتن، ولذلك لابد أن يتداعى الخيرون في العالم لتقنين الإعلام بإذن الله.