إن من المؤسف أن نجد من أبناء اليمن سواء في الداخل أو الخارج من يوجّه سهام الغدر والتشويه إلى الوطن الذي هو جزء منه؛ تربى على ترابه الطاهر - وهو أصلاً من ذلك التراب - وافترش أرضه، والتحف سماه، واستنشق هواه، وشرب ماءه، وعقب ذلك كله نجده يتنكر لوطنيته، ويلهث خلف السراب، وتغره البهرجة والأوهام. إن تعامل الفضائيات الخارجية مع الأزمة اليمنية لم يتصف بالمهنية والموضوعية وعدم التدخل في شؤون الغير، ولم يلتزم بالقيم والمبادئ الأخلاقية في كثير منها، ولكن في نهاية الأمر ذلك يعود إلى أصحابها الذين بدورهم لا يكنون احتراماً وتقديراً للحقيقة ولا يعترفون بالثوابت الأخلاقية والإنسانية بقدر ما يهمهم إثارة الفتنة وإشعال الحرائق في الوطن العربي بشكل يخدم أعداء الإنسانية وأطماع الصهيونية، وتلك إذاً من سجاياهم التي عرفوا بها. وعلينا أن نكون حذرين في التعامل معهم، وأن نطرح ما يخدم أمتنا العربية والإسلامية ويعزز التضامن العربي والإسلامي ويخدم الإنسانية. إن المتابع لبعض فضائيات الجحيم العربي الذي أعده للوطن العربي أعداء الأمة، سيجد أن تلك الفضائيات لا تحترم مبدأ الموضوعية، ولا شرف مهنة الإعلام، وأنها في ترويجها لما سموه بالربيع العربي إنما تكرس الزيف والافتراء وتشجع على تدمير مقدرات الشعوب العربية، ولن يلمس الإنسان الأمين على الحقيقة غير ذلك. إن اختيارها للمتحدثين معد سلفاً عبر أجهزة استخبارية تأتي بهم من فنادق خمسة نجوم، كرهتهم شعوبهم، وعرفوا بفجورهم على أوطانهم، ولكي تزيف شاشاتها وتخادع الرأي العام المتلقي تحاول أن تستضيف بعض الشخصيات الوطنية التي تمثل الحس الشعبي والرسمي والوطني؛ لكي تضفي على نفسها الموضوعية، وعندما تجد في الضيف قدرة على الرد الذي يكشف الحقيقة ويبين حجم التآمر الذي يحاك ضد الوطن العربي تكتفي معه بالحديث المقتضب والسريع جداً ثم تعطي الفرصة لمن يسلخ وطنه لحساب الأعداء وتتخفف في الطرح والتحليل الذي لا يمت بصلة إلى الحقيقة. ولذلك أدعوا كل الوطنيين الشرفاء إلى أن يحذروا من التعامل مع قنوات الجحيم العربي، وأن يكون الوطن فوق الجميع بإذن الله.