إن قول الحقيقة يقهر الحاقدين ويسقط رهاناتهم العدوانية، ولذلك نجد أن الحاقدين على الوطن والحياة يحاربون من يقول الحق والحقيقة، ويبذلون في سبيل قتل الحقيقة كل مايمكن أن يكون في أيديهم، بل ويستبيحون الدماء من أجل إخفاء الحقيقة ودفن آثار جرائمهم التي تستهدف حياة الإنسان وكرامته. إن الذين تربوا على الحقد والكراهية باتوا اليوم أدوات في أيدي تجار الحروب وأصحاب الأهواء والأطماع والطموحات غير المشروعة يحركونهم وفق هواهم لممارسة القتل والاعتداء تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، فتجار الحروب وصناع الأزمات وأعداء الإنسانية وعناصر الشر وأصحاب الفجور والإرهاب يمارسون اليوم استباحة الدماء والأعراض والأموال، لايمنعهم وازع ولايردعهم رادع، وأصبح هواهم شيطانهم الذي يقودهم إلى أفعال الجرائم. إن من بات فعله الإجرام والإرهاب لايؤمن بأخلاق ودين ولايعترف بوطن ولايقيم لأحد وزنا، لأن مصالحه واحقاده وشيطانه هي جميعها معبوده الذي يقوده إلى الجحيم، ورغم الجرم الفاضح والفجور الكاسح والتجرد من الدين والقيم، إلا أن البعض من القتلة يتمسح بالدين والأخلاق ظناً منه بأن الفضائيات المأجورة ستحجب ضوء الشمس وطمس عين الحقيقة وتدفن آثار الجريمة وتحول الباطل حقاً والحق باطلاً. إن الحقيقة جوهر الحياة ولايمكن أن تختفي وإن حاول الفجار إخفاءها، إلا أنها تصر على الظهور ولو بعد حين،وأن الحقيقة الكاملة ستظهر حتى من خلال وسائل إخفائها ومحاولة تزييفها،ولابد يوماً من ظهور الحقيقة،ولعل المتابع للأزمة السياسية قد عاش فترة من الضياع وعدم القدرة على معرفة الحقيقة،ولكنه استطاع أن يدرك الحقيقة ويكشف الزيف والزور والبهتان،وبدأت اليوم تظهر حقيقة الحاقدين والمتآمرين على الوطن وأصحاب المصالح والأهواء الذين يحاولون الانقلاب على الشرعية الدستورية،وأصبح المواطن اليوم على وعي كامل بذلك الإجرام، ولذلك يسعى المواطنون من أجل حماية الشرعية الدستورية بإذن الله.