إن إثارة الزوابع ومحاربة التوجهات الوطنية والاعتداء على من يقول الحقيقة واحدة من أعظم الأعمال الإجرامية التي تزيد الناس نفوراً وحذراً من دعاة الفتن وصنّاع الأزمات. وقد برهنت الأحداث الأخيرة أن أصحاب المشاريع التدميرية لا يمكن أن يقبلوا بغيرهم؛ وأن قضية التعايش مع من يخالفهم الرأي مسألة لا ينقاشونها مطلقاً؛ لأنهم يرفضون الرأي الآخر ويعتبرون من يقول الحقيقة عدواً لهم، ولذلك ينفّذون ضده العدوان ويشرّعون لأنفسهم استباحة الدماء والأعراض. إن الذين تربّوا على الحقد والكراهية لا يؤمنون بمفهوم التعايش السلمي، ولا يقبلون بالآخر على الإطلاق. ولذلك على المجتمع أن يشكّل اصطفافاً وطنياً واسعاً لمواجهة ذلك الصلف والعدوان الذي يحاول تكميم الأفواه ويستبيح الدماء والأعراض وينتهج الزور والبهتان ولا يقبل بغيره؛ لأن قتل الحقائق موت للأمة وفساد في الأرض حرّمه الله سبحانه وتعالى, وأنزل في حق مرتكبيه أعظم العقوبات. إن الاعتداء على من يقول الحقيقة المجردة بات أمراً مفضوحاً في القوى الظلامية التي تمارس الإرهاب والإجرام ضد الوطن والمواطن وتسوم الناس سوء العذاب. وقد أدرك الناس كافة أن أصحاب المشاريع الصغيرة والشيطانية هم من يمارسون قتل الحقيقة وإخفاء آثار الجريمة، وبات من الضروري للحياة التصدّي لهذا الاتجاه العدواني الإرهابي من أجل سلامة المجتمع. إن الإصرار على الزور والبهتان وفرض ذلك بقوة القتل أمر لا يقبله الشعب اليمني ولا يرضي الله ولا رسوله ولا الناس كافة. والواجب الشرعي يحتّم على الكافة تشكيل اصطفاف وطني واسع لحماية الشرعية الدستورية ومنع الإرهاب والإجرام من قتل الحقيقة وتعزيز السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية بإذن الله.