عندما تحتفل الشعوب بأعيادها الوطنية، فإنها تذكّر الأجيال ببطولات النجباء من أبنائها الذين كان لهم شرف تفجير الثورة للخلاص من الحكم المستبد أو المستعمر المحتل للأرض والعرض؛ ولذلك فإن الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر لايجوز أن يمر دون أن يقف فيه الشعب وقفة تأمل لإجراء المقارنة الموضوعية والعادلة بين ما كان في الماضي وما هو حاصل اليوم؛ لأن التذكير بالماضي ومآسيه وآلامه وأوجاعه وقهره يعطي درساً أدبياً ومحاكمة علنية لذلك الماضي المأساوي الذي ذاق الناس فيه الويلات, ولم يذق أحدهم طعم الأمن والاستقرار. وبالمقارنة بما هو قائم اليوم من الإنجازات والخيرات التي لا تعد ولا تحصى يجد المرء نفسه في نعمة ينبغي رعايتها وعدم السماح لدعاة العنصرية والفتنة والمخربين والإرهابيين الذين يحاولون إعادة اليمن إلى ما قبل الثورة والوحدة، ويجعل كل شخص في هذا الشعب مسئولاً أمنياً على الوطن وسلامته، يبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على مكاسب الثورة. إن الذين يحاولون النيل من الأمن والاستقرار لا يخدمون إلا أعداء الثورة والوحدة, وهؤلاء قد نذروا حياتهم لخدمة الشيطان الذي أقسم بغواية الناس عن الحق المبين، ولذلك فإن التعاون وتحمل المسئولية الجماعية لمواجهة أعوان الشيطان الذين استباحوا دماء وأعراض الناس واستهواهم القتل والتشريد والتخريب وسفك الدماء؛ واجب شرعي وفرض عين على الكافة القيام به كلٌ فيما يخصه، وبما يستطيع؛ لأن القيام بهذا الواجب حماية للإنسانية والتعايش السلمي ومنع العدوان والتمرد والتخريب وأخذ على يد الخارجين على الشرعية الدستورية وانتصار لإرادة الشعب ومنع لطغيان الشيطان وأعوانه. ولئن شهدت بلادنا في الأيام الأخيرة أحداث إجرام وإرهاب فإنها بإذن الله لن تزيدنا إلا توحداً وتكاتفاً لنتجاوز كل التحديات والمؤامرات؛ لأن الإرادة الكلية للشعب تنطلق من إرادة الله سبحانه تعالى التي لا غالب لها ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)), صدق الله العظيم.